حملوا معهم ذكرياتهم إلى الشمال السوري ضمن رحلة التهجير القسري التي فرضت عليهم، أهالي حمص وريف دمشق ودير الزور وغيرها من المناطق هنا في ريف حلب تغنّوا بأسماء مدنهم من خلال تسمية محالهم بأسماء اشتهرت في مناطقهم.
فستق حلب ومطعم الفرات والدمشقي وغيرها الكثير، أسماءٌ جسدت محبة الناس لمدنهم والمناطق التي عاشوا فيها حتى لو كانت عودتهم إليها صعبة المنال لكنهم لم ينسوا ذكرياتهم فيها.
محمد أبو رضا – عامل في محل الدمشقي: محلنا الدمشقي أسميناه حباً بمدينتنا دمشق وحباً بالشام يعني، ومن أجل أن تعرف الناس طعام الشام وتتذوق طعمها، الفرق جيد هناك كنّا في حصار والكثير من المواد غير متوفرة، كان الوضع مأساوي هناك، هنا تتوفر البضائع والحياة.
ترى في شارعٍ واحد في مدينة الباب شرقي حلب عشرات المحال التي تتشابه في المهنة لكن لا فرق بين مهجرين وسكانٍ أصليين كما يقول القاطنون هنا، فمصير الجميع في هذه المنطقة أصبح مشتركاً.
وليد الدمشقي – صاحب محل خيرات بلادنا: بالنسبة لتسمية محلنا باسم خيرات بلدنا، نحن أطلقنا هذا الاسم لأن جميع المنتجات التي نجلبها كالحليب والمنتجات التي نصنعها هي من خيرات هذا البلد، وكان في النتيجة الاسم عام يناسب أهل الغوطة ويناسب جميع المهجرين وفي ذات الوقت يناسب أهالي هذه المنطقة لأن هذه البلد بلدهم وأصبحت في ذات الوقت بلدنا
ريف حلب الشمالي والشرقي استقبل المهجرين من معظم المناطق السورية التي تعرضت للحصار ومن ثم القصف والتهجير ، لكن سكان ريفي حلب تغلبوا على جميع آلامهم وأوجاعهم وعادوا لممارسة حياتهم الطبيعية.