خاص | حلب اليوم
شهدت المراكز الطبية والمستوصفات ضمن عدد من قرى وبلدات ريف حمص الشمالي إقبالاً لافتاً للمرضى منذ بدء فصل الشتاء الحالي، غالبيتهم من الأطفال، إثر إصابتهم بأمراض عدّة نتيجة استخدامهم مواد تدفئة بدائية.
وبحسب مراسل حلب اليوم في حمص فإن أبرز الأمراض التي سُجلت هي “التهاب القصبات والربو وضيق التنفس والرشح والزكام” الناتج عن استنشاق الهواء الملوث بالطرقات، إثر استخدام الأهالي مواد تدفئة غير صحية كـ”الإطارات وأوراق الزيتون الناتجة عن عملية تقليم الأشجار بالإضافة للجوء شريحة كبيرة من الأهالي للمواد البلاستيكية التي يتم جمعها من الشوارع والحاويات”، لكسر برد الشتاء والحصول على بعض الدفء لأطفالهم.
يقول مراسلنا، إن ارتفاع أسعار مواد التدفئة الرئيسية المتمثلة بمادة المازوت والحطب، دفع الأهالي للاستغناء عنهم، ودفع غالبيتهم إلى البحث عن العلب البلاستيكية والإطارات الملقاة في الطرقات لاستخدامها ضمن المدافئ التي تم تعديلها من المازوت إلى ما يتناسب مع مواد قابلة للاحتراق توضع بداخلها.
وأصبحت مادة المازوت وفقاً لمراسلنا، من الرفاهيات للأهالي القاطنين ضمن مناطق سيطرة سلطة الأسد، إذ تجاوز سعر البرميل منه حاجز الـ 2.5 مليون ليرة سورية، ما يعادل راتب موظف حكومي لفترة عام كامل، بالوقت الذي حلق به سعر الحطب إلى ما يزيد عن مليون و300 ألف ليرة سورية.
ونقل مراسلنا عن مصادر طبية من جمعية البر والخدمات الاجتماعية ومركز الهلال الأحمر الطبي في مدينة تلبيسة -لم يسمها- تأكيدهم استقبال عشرات الحالات بشكل يومي من المرضى، النسبة الأكبر منها هي لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3-11 عام يعانون من التهاب قصبات الصدر والسعال الحاد في ظل مرحلة حرجة من إعادة تفشي وباء متحور كورونا خلال الفترة الراهنة.
وأضاف المصدر الطبي الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً من الملاحقة الأمنية أن أهالي المرضى يحاولون بشتى الطرق الحصول على الأدوية التي يتم توزيع بعض أصنافها ضمن الصيدلية المجانية، إلا أن القسم الأكبر من الأدوية غير متوفر الأمر الذي يدفعهم لشرائها من الصيدليات الخاصة بأسعار باتت ترهق أرباب الأسر.
ونقل مراسلنا عن الشاب “محمد.ح” وهو أحد سكان مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، قوله: على الرغم من النصائح والتوجيهات التي أخبرنا بها طبيب الأطفال ضمن مركز الهلال بضرورة عدم اللجوء للتدفئة على الإطارات وأوراق الزيتون التي تنبعث منها كميات هائلة من الدخان، إلا أن ضعف المقدرات المالية وغياب فرص العمل في ظل انتشار البطالة التي زادت بنسبة كبيرة خلال فصل الشتاء لم يدع لنا خياراً من الاستمرار باستخدام ما لدينا.
وأضاف في حديثه مع “حلب اليوم”؛ “نقوم بين الحين والأخر بفتح النوافذ لتبديل الهواء ضمن الغرفة التي يجتمع حولها جميع أفراد العائلة بمختلف أعمارهم للحصول على بعض الدفء، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه يقوم منذ أسبوع ولغاية الآن بإخضاع طفله لجلسات الرذاذ ضمن إحدى الصيدليات بكلفة 10 آلاف ليرة للجلسة الواحدة على أمل التحسن والشفاء من مرض التهاب الصدر الذي حل به مؤخراً”.
تجدر الإشارة إلى أن المدنيين القاطنين بمناطق سلطة الأسد باتوا يتخوفون من انتشار متحور كورونا الجديد لا سيما بعد التحذيرات التي أطلقها الدكتور “محمد نبوغ العوا” أحد أعضاء الفريق الاستشاري الخاص بمكافحة جائحة كورونا الأهالي من الاستهانة بمتحور كورونا الجديد والمصنف من الجيل الخامس لفايروس (أوميكرون).
وتُشكل أعراض هذا المرض على مشاكل تنفسية وأخرى هضمية بالإضافة لالتهاب البلعوم والحلق وصعوبة البلع والسعال الجاف، قبل أن يتطور في حال عدم الاكتراث بعلاجه ليصل إلى الرئة ما يجعل من الضرورة إخضاع المصاب إلى العلاج بالمنفسة داخل المستشفيات.
ولفت الطبيب مؤخراً خلال تصريحاته لمواقع إعلامية موالية أن المتحور الجديد يصيب جميع الأعمار بدءاً من عمر ثلاث سنوات ووصولاً إلى 90 عاماً “وفق لما رصده مراسلنا”.