أشاد فلسطينيون بالتعاطف الشعبي الواسع في الشمال السوري مع الفلسطينيين في غزة، وبحجم التبرعات التي قدموها رغم الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهونها، فيما أكد رئيس هيئة علماء فلسطين في سوريا الشيخ إسماعيل عزام وصولها لمستحقيها داخل القطاع المحاصر.
وقال عزام، في حديثه لموقع “قدس برس” أمس الأحد إنه “طلب الموافقة على القيام بحملة تبرعات لصالح غزة في مناطق حكومة الإنقاذ العاملة في الشمال السوري، فتم الرد بأن الحكومة تعتزم القيام بحملة كبيرة من خلال المساجد وعبر وزارة الأوقاف”.
وأضاف أن “الحملة استمرت لأسابيع وبفضل الله لاقت تجاوباً شعبياً كبيراً، ناهيك عن التفاعل المنقطع النظير لحكومة الإنقاذ مع أحداث غزة”، حيث جمعت “الحملة التي أطلقتها وزارة الأوقاف قرابة 340 ألف دولار أمريكي، وقد تم إرسالها إلى غزة على دفعات”.
وتميّزت حملات التبرعات التي جرت في الشمال السوري بأن “الناس كانو متفاعلين وكأنهم أهل المصاب وكأن ما يحصل في غزة يحصل لهم”، وفقاً للشيخ عزام.
رغم قلة ذات اليد والفقر وظروف الحرب
أكد موسى قرعاوي مسؤول المكتب الخيري في هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية العاملة في الشمال السوري، إطلاق حملة لجمع التبرعات لنصرة غزة في مناطق عفرين وأعزاز بالتنسيق مع مديريات الأوقاف في هذه المناطق.
وأوضح أن تلك الحملات انتهت “بجمع قرابة 50 ألف دولار، أُرسلت عبر إجراءات خاصة ووصلت إلى غزة”، منوها بأن “الحملة مازالت مستمرة حتى يتوقف العدوان على أهلنا”.
قصص البذل والإيثار
نقل الموقع الفلسطيني عن “أبو عبد الرحمن الشامي” ممثل وزارة الأوقاف بمدينة سرمدا في الشمال السوري، قوله أن “(طوفان الأقصى) أثلج صدور المسلمين في كل مكان (..) ورأيت قصصاً مؤثرة خلال هذه الحملة، ففي أحد الأيام دخلت على طفل في العاشرة من عمره وقال لي: ياشيخ عائلتي فقيرة ولا نملك ما نتبرع به، هل يجوز ان التبرع بكليتي؟”.
ولفت إلى تبرع امرأة “بسوارها اليتيم الذي تخبئه للأحوال الطارئة”، و”تبرع شاب بدراجته النارية”، بل إن “رجلاً تبرع بسيارته التي هي مصدر رزقه الوحيد”، مضيفاً أن “القصص أكثر من أن تعد أو تحصى، وتدل على أن القضية الفلسطينية مازالت وستبقى في ضمير الأمة”.
وبعد مضي 87 يوماً على الهجوم الإسرائيلي لا تزال الطائرات تقصف قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، وتطال المدنيين ومحيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل الأهالي، مع منع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، وسط دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وارتقاء 21 ألفاً و822 شهيداً، إضافة إلى إصابة 56 ألفاً و450 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.