سلطت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، أمس الخميس 21 كانون الأول، الضوء على مصير المواطنين البريطانيين الذين ذهبوا إلى سوريا للقتال مع صفوف تنظيم الدولة عام 2013.
وبحسب الصحيفة فإن حوالي ربع المواطنين البريطانيين الذين ذهبوا إلى سوريا، والذين يزيد عددهم عن 900 شخص، لم يعودوا بعد، مشيرةً إلى أن الغموض يكتنف مصير 200 شخص، ربما يكون الكثيرون منهم قد ماتوا، دون توثيقهم في سجلات الحكومة البريطانية.
ونقل التقرير على لسان المديرة التنفيذية لمنظمة “ريبريف” الخيرية لحقوق الإنسان “مايا فوا”، قولها: إن من بين 10 إلى 15 رجلاً بريطانياً كانوا في سجون الإدارة الذاتية”.
واعتبرت “فوا” أن من غير العادي أن الحكومة البريطانية لا تعرف عدد ومصير مواطنيها في سوريا، على الرغم من وجود اتصال في أي وقت بين المسؤولين والإدارة الذاتية، لتحديد الرقم ولو بشكل تقريبي.
وقالت: “عليهم أن يعرفوا كم بقي من هؤلاء الأشخاص الذين يفترض أنهم خطرون، وهم بريطانيون أو سافروا إلى سوريا من بريطانيا، يقال إنهم يشكلون هذا الخطر، لذا يجب على الحكومة أن تعرف من هم وأين هم، ثم تتخذ جميع الخطوات لتقييم وفهم هذا الخطر”.
وقالت “فوا”: “إن الحكومة فشلت في التعامل بشكل هادف مع هذه القضية”.
من جهتها، أوضحت الصحيفة أنه على الرغم من عدم معرفة أعداد البريطانيين في سوريا، فإن وزارة الداخلية البريطانية منعت عودة آخرين هذا العام، بسبب مخاوف من أن يشكلوا سابقة، وأن الأجهزة الأمنية ستتعرض للإرهاق في فحصهم ومتابعتهم، وتحديد إذ ما كانوا يشكلون خطراً إرهابياً على الدولة.
وحذّرت الصحيفة وزارة الخارجية البريطانية من أن منع طلبات العودة من شأنه أن ينتهك حقوق المواطنين البريطانيين، بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وأن الحكومة ستخسر في نهاية المطاف الطعون القانونية أمام المحاكم.
وطالبت منظمة “ريبريف” الحكومة إلى اتباع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا في إعادة المواطنين البريطانيين القلائل المتبقين من شمال شرق سوريا.
وتقول المنظمة إن غالبية النساء البريطانيات المحتجزات في معسكرات الاعتقال تم الإتجار بهن من قبل تنظيم الدولة، للاستغلال الجنسي والاستعباد المنزلي.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن المدير السابق لجهاز “أم 16″، الذي عمل مراقباً للإرهاب في الأمم المتحدة، ريتشارد باريت، والذي شدّد على ضرورة إعادة المواطنين البريطانيين إلى وطنهم، ومحاكمتهم في محاكم المملكة المتحدة إذا لزم الأمر”، مبيناً أن المعسكرات التي يعيشون فيها شكلت أرضاً خصبة لجيل قادم من المتطرفين.
وذكرت “ذا تايمز” أن ممثل الحكومة البريطانية تحدث لها قائلاً: “تبقى الأولوية هي ضمان سلامة وأمن المملكة المتحدة، سنواصل القيام بكل ما هو ضروري لحماية أرضنا من أولئك الذين يشكلون تهديداً لأمننا وسلامتنا”.
وسبق أن أكّد تقرير صادر عن صحيفة “الغارديان” على أن المدة الماضية وبعد عام 2014 شهد سفر 900 بريطاني من المملكة المتحدة إلى العراق وسوريا من أجل الانضمام إلى تنظيم الدولة.
وانتهى التقرير، إلى أن 500 من هؤلاء عادوا بعد ذلك إلى بريطانيا، لكن السلطات المختصة هناك احتجزت 60 منهم فقط، أغلبهم أطفال.