شهدت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء ارتفاعاً لافتاً خلال الفترة الماضية ضمن مناطق سيطرة سلطة الأسد.
وأفاد مراسل حلب اليوم في حمص أن الارتفاع حال بينها وبين موائد السوريين، فيما يعجز كثيرون عن تأمين ثمنها، نظرا لتردي الأوضاع المعيشية من جهة وتدهور الواقع الاقتصادي وتفشي البطالة من جهة أخرى.
وأوضح مراسلنا أن سعر كيلو لحم الضأن يتراوح بين 120-100 ألف ليرة سورية وهو ما يعادل نصف راتب موظف ضمن دوائر سلطة الأسد، بينما يتراوح سعر كيلو لحم البقر بين 110-90 ألف ليرة سورية، بالوقت الذي تخطى سعر كيلو صدر الدجاج حاجز الـ 80 ألف ليرة، فيما بلغ سعر كيلو سودة الدجاج 75 ألف ووصل سعر كيلو الجوانح إلى خمسين ألف ليرة سورية ضمن أسواق مدينة حمص وريفها على حدّ سواء.
وأشار مراسلنا إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم دفع بشريحة واسعة من أبناء مدينة حمص للاستغناء عنها واستبدالها بـ ‘‘لحمة الزورا والعدل’’.
لحمة الزورا والعدل هي بقايا اللحوم العالقة بالعظام بعد انتهاء الجزارين من عملية الفصل بينهما، ليتم بعد ذلك جمع بقايا اللحوم وفرمها مع بعضها بضعا على الرغم مما تحتويه من عظام صغيرة، لتباع بأسعار مخفضة إذا لا يتجاوز الكيلو الواحد الـ 50 ألف ليرة.
أبو محمد رجل في العقد الخامس من عمره من سكان حي القصور بمدينة حمص قال خلال حديثه لمراسلنا إن عدد من الجزارين افتتحوا محال مخصصة لبيع لحمة الزورا داخل سوق كرم الشامي بمدينة حمص. وذلك نظراً لإقبال الأهالي على شرائها بعدما عزف معظمهم عن ارتياد محلات بيع اللحوم الطازجة، وبات لهم شارع مخصص ضمن السوق تراه يغصّ بالأهالي الباحثين عن لقمة عيش تتناسب مع مقدراتهم المالية.
وأضاف أن أهالي مدينة حمص لم يألفوا في وقت سابق شراء هذا النوع من اللحوم، إلا أن ارتفاع الأسعار من جهة ورغبتهم بطهو بعض الطعام بعيداً عن المنكهات الاصطناعية من جهة أخرى كـ (الماجي والمطيبات) لم يترك لهم بدّ من التوجه إلى سوق كرم الشامي الذي بات مقصداً للفقراء والدراويش من أبناء مدينة حمص “بحسب وصفه”.
في سياق متصل أفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بارتفاع أسعار الأسماك هي الأخرى ضمن أسواق المدينة بنسب متفاوتة تبدأ عند سعر 14 ألف للكيلو الواحد من الأسماك صغيرة الحجم مثل سمك السردين وتنتهي بسعر 60 ألف ليرة لأسماك المشك والكرب والبني وغيرها من أنواع السمك النهري.
وتقدر الكمية التي تحتاجها أسرة مؤلفة من خمسة أشخاص بنحو 5-4 كليو غرام من السمك الأمر الذي يعني دفع مبلغ وسطي يتجاوز قيمته الـ 100 ألف للحصول على وجبة واحدة، ما جعله هو الأخر خارج موائد السوريين وبعيداً عن متناولهم.
الحاجة أم سعيد من سكان حي البياضة في حمص قالت لحلب اليوم: “أصبحنا نتفنن بالهروب والاحتيال على الواقع المعيشي لتفادي المصروف اليومي يوماً بعد آخر.
وأضافت أم سعيد: ” ما زلنا منتظرين بارقة أمل تنهي معاناتنا لا سيما بعد الإعلان الأخير المتداول حول توقف عملية توزيع الحصص الغذائية المقدمة من قبل الهلال الأحمر، ما دفعنا للاستغناء عن العديد من الأطباق وتوفير ثمنها لنتمكن من شراء الزيت والسكر والبرغل وما سواه من المتطلبات الأساسية للأسرة”.
تجدر الإشارة إلى أن متوسط الدخل الشهري لعمال المياومة في مدينة حمص يتراوح بين 500-400 ألف ليرة سورية ما يعادل 30 دولار أمريكي بمعدل دولار واحد عن كل يوم، الأمر الذي شكل هوّة كبيرة بين المصروف والمدخول للعائلات وغياب الطبقة الوسطى عن المجتمع الحمصي والسوري بشكل عام.