التغريبة السورية كما وصفها من هجر بسبب قصف النظام واعتقالاته التعسفية، لم تكفي حليف النظام الأول روسيا، للاكتفاء بما ساهمته حتى الآن في سوريا من دمار وتشريد، بل تعدى الموضوع لطرح موسكو موضوع إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
الخارجية الروسية دعت قيادة الاتحاد الأوروبي للعمل على إعادة اللاجئين السوريين، مدعية أن ذلك يصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي من عدة نواحي أهمها التقليل من العبء السياسي والمالي المرتبط بإقامتهم في أوروبا وجميع الدول المجاورة لسوريا.
روسيا دعت الاتحاد الأوروبي أيضاً لإعادة توجيه الأموال التي تستخدم في دعم المستضعفين في بلاد اللجوء، إلى توجيهها للمساعدة في إعادة من لديه الرغبة في العودة.
مليون وسبعمئة ألف لاجئ في دول الجوار، تعهد بعودته روسيا إلى سوريا أو “حضن الوطن” كما يرغب النظام بتسميته، من بينهم مئة وخمسين ألف من الأردن وحدها حتى نهاية العام الجاري.
واستجابة للدعوات الروسية، تحضر محافظ درعا التابع للنظام لعودة مئة وخمسين عائلة في الأردن عبر معبر نصيب الحدودي، الخامس عشر من آب، إلا أن تبليغات النظام الرسمية للمحافظ والتحضيرات باءت بالفشل بسبب عدم دخول أي عائلة، كما أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الأردن، أنه لا يوجد أي تنسيق حالي مع أي جهة بشأن عودة المهجرين في الأردن.
الإصرار الحالي لروسيا على عودة اللاجئين الآمنة وفق وصفها، رغم ضماناتها السابقة التي تكللت في درعا والغوطة بالفشل وفق وصف الناشطين، وعدم تطبيق النظام لأي من البنود التي ضمنتها روسيا، تزامن مع حديث موسكو عن إعادة الإعمار في سوريا، التي ربط وزير خارجية أمريكا مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا أي حديث عن إعادة الإعمار بالحل السياسي في سوريا أولاً وفقاً لقرار مجلس الأمني الدولي ألفين ومئتين وأربعة وخمسين.، فهل تنجح محاولات روسيا في الوصول إلى ما تريد؟