كشفت وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة لسلطة الأسد، عن نسبة تراجع إنتاج النفط في سوريا مقارنة بالسنوات التي سبقت اندلاع الحرب في البلاد.
وتجاهلت الأسباب التي دفعت هذا القطاع إلى التراجع، دون التطرق إلى الاستثمارات التي منحتها كامتيازات لحلفائها في سوريا مقابل مساندتهم في حربها ضد الشعب السوري.
جاء ذلك على لسان وزير النفط التابعة لسلطة الأسد “فراس قدور”، خلال مشاركته في مؤتمر الطاقة العربي الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة.
وبحسب “قدور” فإن إنتاج النفط في سوريا انخفض من نحو 385 ألف برميل يوميا عام 2011 إلى نحو 15 ألف برميل يوميًا حاليا، كما أن الإنتاج الإجمالي من الغاز الطبيعي تراجع من نحو 30 مليون متر مكعب يوميا عام 2011 إلى نحو 10 ملايين متر مكعب يومياً في الوقت الراهن.
ووفق “قدور” فإن تراجع إنتاج النفط أثر بشكل كبير على الكهرباء في سوريا، نتيجة اعتماد سوريا بنسبة 94% على الطاقة التقليدية (الغاز الطبيعي والمشتقات النفطية)، ما أدّى إلى انخفضت كذلك كميات الكهرباء المنتجة إلى 19.2 مليار كيلوواط/ساعة عام 2022.
وزعم وزير النفط أن انخفاض الإنتاج ترافق مع توقف الشركات العالمية العاملة في مجال الاستكشاف والتنقيب عن العمل بشكل كامل، والذي تزامن مع توقف المؤسسات الدولية عن تقديم أيّ تمويل لمشاريع التنقيب.
في المقابل، تناسى وزير نفط سلطة الأسد العلاقات التي تربطهم مع روسيا، التي عملت على توطيد العلاقات بينهما، وخاصة منذ أن تدخلت في سوريا عام 2015، لدعم النظام عسكرياً واقتصادياً.
وعلى إثر ما تحدث إليه وزير النفط، كان لزاماً على قناة حلب اليوم أن تتطرق إلى ملف حقول النفط والغاز، والاستثمارات الروسية الواسعة في البادية السورية، والتي ساعدتها على استحواذها على نفط سوريا، وفقاً لسلسلة استثمارات صادقت عليها مع سلطة الأسد منذ مطلع 2018، والتي تركزت في جمعيها على حقول النفط، كمكافأة من الأسد إلى روسيا.
ميركوري وفيلادا
أظهرت التحليلات التي وثقناها خلال إعداد التقرير أن شركتي “ميركوري وفيلادا” هم أقدم الشركات الروسية التي حصلت على عقود تنقيب عن النفط من رأس سلطة الأسد “بشار”، وصدّق عليها مجلس الشعب التابع له، نهاية عام 2019، إذ تم إقرار الصفقة على هامش معرض دمشق الدولي في دورته الـ61.
ويتعلق العقد مع شركة “ميركوري” الروسية بالتنقيب في منطقة البلوك 7، وهو حقل نفطي يقع في الجزيرة السورية يمتد على مساحة 9531 كم.
وفيما يتعلق بالمشروع الموقع مع شركة “فيلادا” في منطقة البلوك 23، وهو حقل غاز يقع شمال دمشق يمتد على مساحة 2159 كم مربعا.
وفي تحقيق نشرته صحيفة “نوفايا غازيتا” الروسية منتصف عام 2020، أكّد أن الشركتين تعودان لزعيم فاغنر “بريغوجين” المقتول (والذي كان رجل بوتين في سوريا)، وأن الشركتين تحصدان حوالي 20 مليون دولار شهرياً من استخراج الموارد الطبيعية في سوريا.
إيفروبوليس
أبرمت هذه الشركة اتفاقاً مع سلطة الأسد مطلع عام 2018، والذي قضى بأن تحصل الشركة على 25% من عائدات حقول النفط والغاز المحررة من تنظيم الدولة، إذ يعود تاريخ الشركة إلى أيام قليلة من ظهورها، الأمر الذي أكّدته مجلة “فورين بوليسي” على أن الشركة تأسست قبل أشهر فقط من توقيع العقد، كواجهة لنشاط “فاغنر” الاستثماري.
كابيتال
في أحدث صفقة وثّقت في مطلع عام 2021، هي مصادقة رأس سلطة الأسد “بشار” على اتفاق مع شركة روسية حملت اسم “كابيتال”، ومُنحت تلك الشركة وقتها حق التنقيب عن النفط والغاز في البحر المتوسط، ليتم الاكتشاف مؤخراً أن صلات مؤكدة بين “كابيتال” وبين “إيفروبوليس” التابعة لـ”فاغنر” إذ اتضح أن المدير العام للأولى مُدرج بوصفه كبير الجيولوجيين في الثانية، مما يؤكد أن “كابيتال”، كانت واجهة جديدة لاستثمارات زعيم فاغنر “بريغوجين” في قطاع النفط السوري.
وتشير تقارير صحفية إلى أن ميليشيا “فاغنر” ورغم مقتل زعيمها، فإنها لا تزال تتواجد ضمن حقول نفط في البادية السورية بالإضافة لتواجدها ضمن المنطقة التي تخضع لتفاهمات تركيا وروسيا، والتي تعرف بمنطقة خفض التصعيد.