تتفاقم المخاوف لدى نازحي مخيّمات شمال غرب سوريا عقب إعلان برنامج الأغذية العالمي WFP إيقاف مساعداته في كافة أنحاء البلاد مع نهاية الشهر الحالي، فيما يحذّر القائمون على المخيمات من تبعات قد تكون سلبية جداً.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مدير مخيّم مرام في أطمة بريف إدلب الشمالي “علي فرحات” تأكيده أن “توقيف المساعدات عن المخيمات سيزيد المعاناة أضعافاً مضاعفة”، مضيفاً بالقول: “البعض يقول لي إن توقفت سلّة المساعدات سنموت من الجوع”.
وقال البرنامج التابع للأمم المتحدة في بيان منذ أيام إنه “يعلن انتهاء مساعداته الغذائية العامة في جميع أنحاء سوريا في كانون الثاني/يناير 2024 بسبب نقص التمويل”، لكنه سيواصل “دعم الأسر المتضررة من حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء البلاد من خلال تدخلات الاستجابة لحالات الطوارئ الأصغر والأكثر استهدافاً”.
يقول أحمد عيسى عدلة (40 عاماً) النازح من بلدة كورين في ريف إدلب الجنوبي منذ 11 عاماً، ولديه أربعة أطفال: “إن أوقفوا المساعدات فستزيد المتاعب علينا (…) قطع المساعدات سوف يؤدي إلى موت أشخاص كانوا يعيشون عليها لأنهم لا يملكون ثمن الطعام”.
أما خالد حسن المصري (45 عاماً) من بلدة حاس بريف إدلب الجنوبي النازح منذ 13 عاماً؛ مع 11 فرداً من عائلته فقال “عندما وزعوا علينا الحصص الغذائية أخبرونا بأنه سوف يتم توقيف المساعدات (…) عوضاً عن زيادة حجمها أوقفوها.. أتمنى أن يأتوا لينظروا إلى حالنا وكيف نقضي فصل الشتاء. لا يوجد لدينا قدرة على تدفئة أطفالنا، هل هذه إهانة أم ماذا؟”.
من جانبه أشار فريق “منسقو استجابة سوريا” إلى “أوضاع إنسانية سيئة جداً تواجه المدنيين في شمال غرب سوريا وتحديداً في المخيمات بالتزامن مع انخفاض كبير في درجات الحرارة، وسط العجز الكبير في تأمين مستلزمات المدنيين في المنطقة وعدم قدرة المنظمات العاملة في المنطقة على تقديم الدعم اللازم”.
وقد أصبحت “خيارات السكان محدودة جداً بين تأمين الغذاء أو مواد التدفئة لهذا العام”، فيما أظهرت استبيانات الفريق في المخيمات أن 74 % من النازحين لم يحصلوا على مواد التدفئة لهذا العام، في حين حصل 17 % من النازحين على تدفئة تكفي لأربع أسابيع فقط (مع التقنين في استخدامها).
وحصل 9 % فقط من النازحين على مواد تكفي (بين ستة وثمانية أسابيع فقط)، في حين اشتكى أكثر من 85 % من النازحين من رداءة مواد التدفئة المقدمة وسوء النوعية المستخدمة في عمليات الاستجابة، كما أن أكثر من 94 % من العائلات غير قادرة على تأمين مواد التدفئة للشتاء الحالي.
ويسعى 81 % من العائلات في شمال غرب سوريا إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية وخاصةً الغذاء في محاولة يائسىة للحصول على التدفئة لهذا العام، أما في القرى والبلدات والمدن في شمال غرب سوريا ، فلم يحصل النازحون ولا القاطنون في المنطقة على مواد التدفئة على الرغم من مطابقتهم للشروط والمعايير المفروضة على عمليات التوزيع.
ودعا الفريق “كافة الجهات العاملة في المنطقة لتحمل المسؤولية الكاملة وتأمين الدعم اللازم للمدنيين، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة والتي فرضت خيارات صعبة عليهم بين الموت جوعاً أو برداً” على حد وصفه.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد أكد أن هذا القرار “يستند إلى التمويل، وهو مشكلة يواجهها في جميع أنحاء العالم” وليس سوريا فقط.