منعت سلطة اﻷسد إقامة فعاليات ووقفات تضامنية مع قطاع غزة، بدون الحصول على “موافقة أمنية”، وسط عراقيل فرضتها منذ بداية الهجوم على غزة في السابع من الشهر الماضي.
وقالت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” إن ممثلي الفصائل الفلسطينية والأهالي في مخيم خان دنون بريف دمشق والعديد من المخيمات اشتكوا من العراقيل التي تضعها الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة اﻷسد.
ونقل موقع “الحرة” عن مدير مكتب الإعلام في المجموعة، فايز أبو عيد تأكيده أن السلطات الأمنية التابعة لسلطة اﻷسد قيّدت تنظيم أي تظاهرة أو وقفة، إلا بحالة “المرور بدراسة أمنية مشددة قد تستغرق لأسابيع، وتأتي بالرفض”.
وكانت أجهزة اﻷمن قد رفضت الموافقة على إقامة وقفة تضامنية بالشموع لأطفال مخيم خان دنون، وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، كما منعت الفصائل الفلسطينية الموجودة على الأراضي السورية من تنظيم أي مظاهرات قرب الجولان.
ونقلت مجموعة “العمل من أجل فلسطينيي سوريا” عن “مصادر مطلعة” في “حزب البعث” قولها إن “التعليمات جاءت بناء على تقديرات أمنية وسياسية تشير إلى أن أي خطوة من هذا القبيل قد تثير غضب الجانب الإسرائيلي والأميركي، وتعرض سوريا لخطر التدخل العسكري من قبلهما”.
من جانبه نقل الموقع عن مصدر مطلع في مدينة حمص أن تلك اﻹجراءات لم تنحصر على دمشق فحسب، بل تعّدت لتصل إلى مناطق تجمع الفلسطينيين في حلب ووسط البلاد، من بينها مخيم العائدين بحمص.
كما أكد مدير مكتب الإعلام في المجموعة فايز أبو عيد أن “الموافقات الأمنية التي تفرضها سلطة اﻷسد في الوقت الحالي على المخيمات الفلسطينية حديثة العهد، ولم تكن في السابق”، حيث باتت “تحتاج لأسابيع حتى يتم قبولها وفي الغالب تأتي بالرفض”، و”لا تتماشى مع الشعارات التي تطرحها بأن فلسطين هي القضية المركزية بالنسبة لديها”.
وأوضح أبو عيد أن تقييد الفعاليات التضامنية مع غزة لم يقتصر خلال الأيام الماضية على المخيمات الموجودة في دمشق، بل شمل جميع المناطق التي يتواجد فيها الفلسطينيون في البلاد، وأن “الإجراءات الجديدة تثير الكثير من علامات الاستفهام”.
من جانبه قال ألكسندر لانغلويس، الباحث الأميركي في شؤون الشرق الأوسط إن “التعليقات العامة التي صدرت من سلطة اﻷسد خلال الأيام الماضية لا ترقى إلى موقفه التقليدي من فلسطين وإسرائيل”، ويبدو أنها “تتجنب إلى حد كبير الإشارة المباشرة إلى حماس”.
واعتبر الباحث أن “هذا النهج مثير للاهتمام بالنظر إلى دعم الحركة السياسي للثورة السورية في معظم فترات الحرب”، فعلى الرغم من أن “حماس” والأسد أعادا تطبيع العلاقات هذا العام، إلا أنه “لا يزال يحمل آراء سلبية تجاه الجماعة”.
أما الباحث السوري في “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية”، نوار شعبان فيرى أن “الأسد لا يملك أي أدوات، ولذلك يحاول التراجع بخطوات إلى الخلف، مع الالتزام بعدم التصريح بشكل حاد ومباشر”، حيث أن “هذا المتوفر لديه، وليست له القدرة على فعل أي شيء للخروج من خطوط رسمت له”، في إشارة إلى إيران.