يعاني السوريون في مناطق سيطرة اﻷسد من ارتفاع غير مسبوق في اﻷسعار عقب موجة الانهيار الاقتصادي اﻷخيرة، التي أعقبت رفع أسعار المحروقات بنسب كبيرة فضلاً عن انهيار سعر الصرف.
وتؤكد مصادر محلية أن العادات الاستهلاكية تغيرت عن الماضي بشكل جذري، نتيجة موجات الغلاء المتتالية بما فيها عادات الضيافة، حيث أصبحت الكثير من المواد الغذائية بما فيها الموالح والمكسرات “صعبة المنال”، وفقاً لموقع “غلوبال” الموالي لسلطة اﻷسد.
وقد تراجعت معدلات استهلاك تلك المواد بشكل تدريجي منذ نحو عامين، حتى باتت اليوم “غائبة بشكل شبه كلي”، حيث ارتفعت أسعار الموالح والمكسرات منذ بداية العام حتى اليوم بنسبة وصلت لأكثر من مئة في المئة، وقد بلغ سعر كيلو الفستق السوداني إلى 65 ألف ليرة، مقارنةً بـ35 ألف ليرة بداية العام، وتجاوز سعر كيلو البذر الأبيض اليوم الـ 100 ألف ليرة بينما كان سعره 45 ألفاً.
ويبلغ متوسط سعر كيلو اللوز في مناطق سيطرة اﻷسد حالياً نحو 140 ألفاً مقارنةً بـ 110 آلاف بداية العام، ويبلغ سعر كيلو الكاجو اليوم 150 ألف ليرة مقارنةً بـ115 ألف سابقاً، ووصل كيلو كل من الفستق الحلبي والبندق إلى 250 ألف ليرة.
يقول “صاحب محل موالح ومكسرات” إن الشراء تراجع بشكل حاد حتى بات المبيع بالأوقية وذلك خلال العام الماضي، أما اليوم فحتى اﻷوقيات باتت غير مطلوبة، فتكلفة شراء صحن موالح من أوقيتن بذر دوار شمس وأوقية فستق مدخن تبلغ حوالي 50 ألف ليرة، كما غلت المقرمشات وبات سعر كيلو رقائق البطاطا والملبس 50 ألف ليرة، والذرة بأنواعها 75 ألف ليرة.
كما أكد رئيس الجمعية الحرفية للمحامص والموالح والمكسرات عمر حمودة أن الأسعار ارتفعت 3 أضعاف منذ بداية العام، ما أدى إلى تدني نسبة البيع لعدم وجود قدرة شرائية، مع كون معظمها مستوردة حيث أن كميات الإنتاج المحلي لاتتجاوز 30% من حاجة السوق.
يشار إلى أن قرار وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة اﻷسد بوقف استيراد عدة أنواع من المكسرات قبل أكثر من عامين أدى إلى تضاعف الأسعار لأكثر من 6 مرات، وفقاً لما أكده حمودة.