تستمر حركة نزوح السكان من القرى والبلدات القريبة من خطوط التماس في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وريف حلب الغربي، عقب أيام من قصف قوات اﻷسد العنيف بالمدفعية وراجمات الصواريخ.
وأوقعت الضربات أكثر من 42 ضحية من المدنيين على مدى اﻷيام الماضية، بينهم تسعة نساء و 12 طفلاً، وأصيب أكثر من 214 مدنياً بينهم 66 طفلاً و 37 امرأة، كما سُجل مقتل اثنين من كوادر العمل الإنساني وإصابة 4 آخرين نتيجة الاستهدافات، بحسب فريق “منسقو استجابة سوريا”.
واستهدفت الحملة التي بدأت منذ يوم الخميس الماضي الأحياء السكنية والأراضي الزراعية وعشرات المنشآت الخدمية في المنطقة، مسببة سقوط عشرات الضحايا والإصابات بين المدنيين، باﻹضافة للخسائر المادية، فيما وثق الفريق ما يقرب من 200 استهداف للمنطقة خلال خمسة أيام.
وطالت الضربات أكثر من 61 مدينة وقرية، كما ساهمت الطائرات الحربية بأكثر من 35 غارة جوية خلال فترة التصعيد الحالية حتى الآن، كما تم استخدام الأسلحة المحرمة دوليا من أنواع مختلفة أكثر من ست مرات في أرياف إدلب وحلب.
وتوقفت حملة القصف المدفعي والصاروخي منذ منتصف الليلة الماضية، وحتى لحظة تحرير الخبر قبل ظهر اليوم الاثنين، باستثناء قذائف مدفعية طالت قريتي الفطيرة جنوب إدلب وآفس شرقيها، وسط حالة من الهدوء الحذر في عموم الشمال الغربي.
وتضاربت اﻷنباء حول التوصّل إلى تهدئة عقب حملة قصف شنّتها الفصائل المقاتلة في إدلب على مواقع في مناطق سيطرة سلطة اﻷسد أمس.
وحذّر الدفاع المدني من مخلفات القصف موجهاً المدنيين بالابتعاد عن اﻷجسام الغريبة، والتي أوقعت عدة إصابات بين المدنيين، فيما توقع “منسقو الاستجابة” أن “تشهد المنطقة حالات متزايدة منها لانتشار مخلفات الحرب بشكل كبير”.
الضربات طالت المنشآت والبنى التحتية، حيث تم تسجيل استهداف أكثر من 51 منشأة بشكل مباشر أو ضمن المحيط، من بينها أكثر من 11 مدرسة و 7 مخيمات و 15 منشأة طبية، إضافة إلى مراكز خدمية أخرى، وسببت الهجمات المستمرة على المنطقة توقف العملية التعليمية وحرمان أكثر من 400 ألف طالب من التعليم، كما توقفت المشافي والنقاط الطبية عن العمل للحالات العامة مسببة حرمان أكثر من مليوني مدني من الخدمات الطبية.
ووصف تقرير الفريق حركة نزوح من المناطق المستهدفة بأنها “الأكبر من نوعها منذ عدة سنوات” حيث تجاوز العدد الأولي لإحصاء النازحين من قبل الفرق الميدانية حتى الآن 78,709 نازح من مختلف المناطق، معظمهم من اﻷطفال والنساء (الرجال: 18,891 نسمة، النساء: 28,335 نسمة، الأطفال: 31,483 نسمة) فيما تمّ استحداث مراكز إيواء جديدة.
وأشار التقرير إلى أن الاستراتيجية العسكرية المتعمدة لسلطة اﻷسد وحلفاءها تهدف إلى تدمير البنية التحتية المدنية وإجبار السكان على النزوح، وإبقاء المدنيين في حال عدم استقرار كامل وزيادة الأعباء الاقتصادية والنفسية عليهم.