تستمر حركة النزوح في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وسط تصعيد غير مسبوق من قبل قوات اﻷسد على مختلف القرى والمدن، منذ مساء الخميس الماضي.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بأن عدداً محدوداً من العائلات غادر كلاً من مدينتي إدلب وجسر الشغور في ريفها الغربي، ومدينة الدانا وبلدة ترمانين في ريفها الشمالي، بينما بقي اﻷغلبية في منازلهم وسط حالة من الترقب.
وكانت القرى القريبة من خطوط التماس قد أُخليت من سكانها بشكل شبه كامل يوم أمس، جراء اشتداد القصف عقب حادثة الكلية الحربية بحمص، وانتقام سلطة الأسد من المدنيين بدعوى وقوف فصائل مسلحة في إدلب وراءها.
يقول أحد سكان مدينة إدلب إن الخيارات باتت قليلة أمام من يريد النزوح، حيث ارتفعت أسعار اﻹيجارات بشكل كبير عقب الزلزال، كما أجبرت موجات القصف عدداً كبيراً من المدنيين على النزوح خلال الأشهر الماضية، مما تسبّب بقلة في المعروض.
وذكر أحد النازحين في مدينة الدانا أن استهداف مدفعية وصواريخ سلطة اﻷسد لمحيط المدينة وترمانين المجاورة، وضع مخيمات النازحين في خطر مما خلق حالة من التردّد بشأن النزوح، مضيفاً أنه لجأ إلى منزل أقرباءه في الريف الغربي؛ حاله حال الكثيرين من اﻷهالي.
وقالت منظمة الدفاع المدني السوري إنها وثقت مقتل وإصابة 92 مدنياً في اليوم الثالث من التصعيد العسكري لقوات الأسد وروسيا على مناطق شمال غرب سوريا.
وحذّر الدفاع المدني من أن شمال غربي سوريا “مقبل على كارثة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار الهجمات من قبل الأسد وروسيا واستخدام أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دولياً”.
وشنّ الطيران الحربي الروسي غارات جوية على “حرش بسنقول” جنوب إدلب، فيما تجدد القصف الصاروخي من قوات الأسد على مدينة جسر الشغور غربيها، وعلى وسط مدينة إدلب، مما أدى لمقتل طفلين وإصابة آخرين في حصيلة أولية، وذلك صباح اليوم، وفقاً للمراسل، كما استهدفت الصواريخ مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، وأريحا في ريف إدلب الجنوبي.
يشار إلى مقتل 5 مدنيين بينهم طفل وإصابة 30 آخرين بينهم 5 أطفال وامرأتان بقصف صاروخي من قوات الأسد على بلدة ترمانين وقرية التوامة شمالي إدلب.