شهدت أسعار المواد الغذائية والتموينية، ارتفاعاً كبيراً مع ساعات الصباح الأولى من اليوم الأربعاء، وذلك بعد ساعات من إقرار حكومة سلطة الأسد جملة من القرارات الرسمية التي رفعت من خلالها “الدعم” عن المحروقات من جهة، ورفع أجور ورواتب الموظفين ضمن القطاع العام من جهة أخرى، الأمر الذي أثار موجة من الاستياء بين الأهالي.
مراسل “حلب اليوم” في حمص قال إن أهالي مدينة حمص تفاجؤوا من التسعيرة الجديدة التي طالت معظم المواد الغذائية التي أعلن عنها أصحاب المحلات التجارية ضمن أسواق المدينة.
وأوضح مراسلنا، أن سعر كيلو السكر تخطى 18 ألف ليرة سورية بمعدل 900 ألف ليرة لكيس السكر وزن 50 كغ، بينما وصل سعر كيلو السمنة النباتية 25 ألف ليرة بمعدل 400 ألف ليرة للتنكة وزن 16 كغ، بينما بلغ سعر ليتر الزيت النباتي 23 ألف ليرة، وسعر كيلو الأرز القصير 20 ألف ليرة.
وأشار مراسلنا إلى أن ارتفاع الأسعار شمل أيضاً زيت الزيتون الذي تخطى سعر صفيحته حاجز المليون ونصف ليرة سورية، ما يُعادل راتب موظف لمدة عام كامل، وسط عجز الغالبية من الأهالي عن اقتنائه وشرائه، بسبب ضعف المدخول مقارنة مع المصروف ومتطلبات المعيشية.
“محمد شيخ الورق” أحد أصحاب محلات بيع المواد الغذائية في مدينة حمص أكّد خلال حديثه لمراسلنا، أنه من المفترض خلال هذه الفترة مصارحة الشعب من قبل حكومة سلطة الأسد والاعتراف أن جميع مؤشرات ارتفاع وانخفاض الأسعار ضمن الأسواق المحلية يتعلق بشكل جذري مع سعر صرف الدولار، الذي لا يجرؤ أحد من التجار أو المستهلكين على ذكر اسمه مخافة من الملاحقات الأمنية.
ولم ينكر التاجر “شيخ الورق” أنه وبرفقة عدد من التجار أعلنوها صراحة (رفع الأسعار بما يتناسب مع سعر صرف الدولار) ، لافتاً إلى أن التعامل بالليرة السورية خلال عملية التبادل التجاري بما يخص البيع والشراء يُعتبر كارثة حقيقية مع التجار، لا سيما أنهم يبيعون المستهلك بالليرة السورية ويضطرون لتبديل العملة وشراء البضائع بالدولار الأمريكي أو ما يقابلها من سعر الصرف.
يُشار إلى أن سعر صرف الليرة السورية شهد بعد ظهر، اليوم الأربعاء، انهياراً جديداً أمام لدولار والذي تخطى حاجز 15 ألف ليرة سورية للدولار الواحد، الأمر الذي انعكس سلباً على حياة الأهالي الباحثين عن لقمة عيشهم بين غلاء فرضه التدهور الاقتصادي من جهة، وتعنت التجار الرافضين لعملية البيع بالليرة السورية من جهة أخرى، وسط عجز حكومة سلطة الأسد عن تأمين متطلباتهم بما يتوافق مع مدخولهم اليومي أو الشهري على حدّ سواء، وفقاً لما أفاد به المراسل.