تشهد مدن الساحل السوري إقبالاً واسعاً من قبل سكان مناطق سيطرة اﻷسد في الداخل السوري، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الراهنة، وسط موجة من ارتفاع قيمة بدل عقود استئجار الشاليهات القريبة من شاطى البحر، والتي تتخطى عتبة النصف مليون ليرة سورية في الليلة الواحدة.
وقال مراسل “حلب اليوم” إن شريحة واسعة من الأهالي اشتكوا من ارتفاع أجور “الشاليهات” الشعبية التي وصفوها بأنها تعادل قيمة “الخمس نجوم” رغم غياب الكهرباء عنها وانتشار الحشرات بشكل لافت فيها؛ فضلاً عن الروائح الكريهة المنبعثة من الصرف الصحي.
وبحسب وصف اﻷهالي فإن تلك الشاليهات لا تتعدى بتقييمها النجمة الواحدة، ونقل مراسلنا عن أحد الأشخاص الذين قرروا الهروب من لهيب الأجواء الصيفية قوله: إن جميع الشاليهات ضمن مجمع رواد السياحة والنورس وعمريت بالإضافة لمجمع باسل الأسد في مدينة طرطوس تعاني غياب الخدمات التي يجب أن تتوفر ضمن تلك المنشآت السياحية المفترض أن تعمل على استقطاب الأهالي خلال فصل الصيف.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه -لضرورات أمنية- أن أجرة الشاليهات تتراوح ما بين ٤٠٠-٦٠٠ ألف ليرة سورية لليلة، ناهيك عن الإتاوات التي يفرضها عناصر الشرطة المعنيّون بضبط الأمن على الشاطئ بحق جميع الأهالي، وذلك يتمّ بأسلوب دنيء حيث يتم تهديدهم بضرورة مراجعتهم للقسم الداخلي من أجل تفييش أسماء الرجال والنساء، الأمر الذي يضطرهم لقبول الابتزاز ودفع المال لعناصر الشرطة.
من جهتها تحدثت أم محمد من مدينة حمص عن ارتفاع أسعار معظم المواد الغذائية وما سواها من الخضروات والفاكهة بنسبة خيالية حيث سجل سعر كيلو اللحوم للمشاوي على سبيل المثال ١٦٠ ألف ليرة سورية، وسعر كيلو السمك ما بين ١٢٠-٢٥٠ ألف ليرة بحسب نوعه، بينما سجل سعر كيلو البندورة ٥٥٠٠ ليرة وسعر كيلو الخيار ٧٠٠٠ ليرة وسط غياب أي دور رقابيّ، ما يجعل الأهالي لقمة سائغة أمام جشع أصحاب المحلات ومالكي الشاليهات ومتعهديها.
وأشارت في معرض حديثها إلى أن جميع الشواطئ الممتدة على أطراف محافظة طرطوس باتت مأجورة لأشخاص مقربين من سلطة الأسد الحاكمة والتي تمكنت من الحصول على استثناءات لإشغال الشواطئ العامة لصالحها الشخصي، مجبرين كل من يرغب بالتنزه على الشاطئ على دفع (دخولية) قيمتها عشرة آلاف ليرة سورية قبل أن يتم استئجار خيمة من قصب أو طاولة وبضعة كراسي بلاستيكية بمبلغ يتراوح ما بين ٦٠-١٠٠ ألف ليرة سورية.
تجدر الإشارة إلى أن كل من يرغب دخول شواطئ المدينة واستئجار إحدى الشاليهات يقوم باصطحاب مراوح تعمل باستطاعة 12 فولت بالإضافة لمدخرات (بطاريات) ومجموعة من الأسلاك الكهربائية واللدات للإنارة في ظل غياب الكهرباء وتعطل الأجهزة من مكيفات ومراوح سقفية من المفترض أن تكون بأتم جاهزيتها خلال فصل الصيف.