اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الطريقة اﻷمثل لمواجهة مشكلة اللاجئين في بلاده تكمن في “محاربة اﻹرهاب” بسوريا، متعهداً بإيجاد “حل لمسألة الهجرة غير النظامية وفقاً لثقافة الشعب التركي ومعتقداته وقوانينه”.
يأتي ذلك بعد موجة استياء في أوساط السوريين، وتضامن بعض الشخصيات العربية والخليجية معهم، والدعوات لمقاطعة تركيا وتجنّب السياحة فيها، وتحذير بعض الشخصيات التركية من تداعيات سلبية على البلاد، فضلاً عن حالة التوتر التي زادت بالمنطقة.
وحول ذلك قال الرئيس التركي: “ليست لدينا أي مواقف سلبية تجاه الذين يزورون بلادنا بغرض السياحة والاستثمار والتعليم والعلاج أو تجاه الخاضعين لقانون الحماية المؤقتة”، مؤكداً “تكثيف الجهود في مكافحة الهجرة غير النظامية في المدن الكبرى وخاصة إسطنبول”.
وقال أردوغان في خطاب له نشرته وكالة اﻷناضول اليوم الخميس، إن “إفشال المحاولات التي تستهدف الاقتصاد والديمقراطية والسياسة الخارجية ووحدتنا الوطنية مرهون بالتخلص تماماً من آفة الإرهاب”، مضيفاً أن “محاربة التنظيمات الإرهابية هي السبيل لحل مشكلة الهجرة غير النظامية”.
وانتقد استغلال المعارضة التركية لمشكلة المهاجرين، “خاصة خلال فترة الانتخابات”، مضيفاً أن إستراتيجية حكومته تقوم على “استئصال الإرهاب من مصدره، وتدمير أي تجمع إرهابي، وجعل أعضاء التنظيم الانفصالي (بي كي كي) يدفعون ثمن الدماء التي أراقوها”.
ومضى الرئيس التركي بالقول: “موقف المعارضة في بلادنا تجاه السوريين الذين فروا من الموت ولجؤوا إلينا وتطلعوا إلينا كأنصار، ليس إنسانياً ولا إسلامياً”، معتبراً أنه “مع استمرار الهجمات الإرهابية في سوريا والعراق، ستستغرق عودة اللاجئين إلى ديارهم وقتًا أطول من المتوقع”.
منازل الطوب
طالب العديد من السوريين المُرحلين بالعمل على حلّ المسألة السورية بشكل جذري، ليتمكنوا من العودة لديارهم، بدلاً من إرسالهم إلى مناطق محددة وبناء منازل “دائمة”؛ بما يثير المخاوف من تغيير ديمغرافي بالمنطقة.
وقال أردوغان إن بلاده بنت حتى الآن نحو 500 ألف منزل في شمال سوريا، مضيفاً: “ستزداد العودة الطوعية والكريمة مع استمرار استتباب الأمن والاستقرار.. رأينا هذا الأمر في شمال سوريا، فقد عاد نحو 600 ألف سوري للأماكن التي حوّلناها إلى مناطق آمنة بعد تطهيرها من الإرهاب”.
وأكد أحد الشبان السوريين ممن تمّ ترحيلهم مؤخراً في مقطع تداولته مواقع التواصل أن عمليات الترحيل تتم بشكل قسري وجماعي ومفاجئ، حيث تلاحق السلطات كثيراً من السوريين على نطاق واسع.
وتهدف أنقرة لإعادة 240 ألف أسرة، “أي ما يعادل مليون سوري إلى بلادهم من خلال المشروع السكني الذي وضع حجر أساسه قبل نحو شهرين”، وفقاً ﻷردوغان، الذي شدد على “استمرار مشروع إنشاء المساكن الدائمة بتمويل من قطر”.