تجتاح الحرائق الساحل السوري وسط عجز سلطة اﻷسد عن مواجهتها، في الوقت الذي استقدم فيه مؤخراً مزيداً من التعزيزات العسكرية باتجاه محافظة إدلب، فيما يفرّ آلاف السكان من ألسنة اللهب التي تواصل تقدّمها في الساحل، لتقضي على المساحات الخضراء بالمنطقة.
وتمر البلاد بثالث موجة حرّ بلغت ذروتها أمس اﻷربعاء، فيما تبقى درجات الحرارة القصوى فوق اﻷربعين حتى يوم غدٍ الجمعة.
وباتت كارثة الحرائق ظاهرة موسمية في مناطق سيطرة اﻷسد، حيث تلتهم كل عام أجزاءً واسعةً من أجمل المساحات الخضراء في البلاد، وفي هذا الإطار لم تُخفِ الإعلامية الموالية لمى عباس شكوكها حول السبب الحقيقي لنشوب الحرائق، مشيرة إلى أنها مفتعلة، من قبل جهات تسعى لتهجير سكان الساحل، كما ناشدت أبناء الساحل عموماً بعدم بيع أراضهيهم، للوقوف في وجه هذا المخطط الذي يستهدف السوريين من قبل حلفاء سوريا على حسب وصفها، وذلك في إشارة إلى روسيا وإيران.
وتحولت منطقة مشقيتا بريف اللاذقية أمس إلى رماد جراء حرائق حراجية أتت على أشجارها، فيما يتحدّث إعلام سلطة اﻷسد عن تدخل الحوامات ﻹطفاء النار ويروّج أنباء عن مؤازرة القوات الروسية.
وخلّفت الحرائق أيضاً نزوح آلاف السكان عن قراهم واحتراق مساحات شاسعة يتم التعتيم عليها، ووفقاً لمصادر محلية تمتد جبهة الحريق على مسافة تبلغ نحو 8 كيلو مترات في قرى سولاس وخربة سولاس وحمام وبيت سواحلي وبستنجيق والنهر الأسود وعين الزرقا والطارقية والزهراء، باﻹضافة لمناطق قرية الكواسر وبيت حليبية والملك.
يشار إلى تسجيل 280 حريقاً في محافظة طرطوس وحدها، منذ بداية الشهر الحالي، فيما يستمر خطر اندلاع الحرائق جراء الحرارة العالية والرياح النشطة.