كشف تقرير لمجلة نيوزويك الأمريكية عن دور بارز لميليشيا “لواء الإمام الحسين” المرتبطة بفيلق القدس، والتي تستعملها إيران كرأس حربة في سوريا.
ونقل التقرير عن “عضو في وكالة استخبارات لدولة متحالفة مع الولايات المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته بسبب الطبيعة الحساسة للمعلومات”؛ أن المسؤولين الأمريكيين اطلعوا على محتويات وثيقة حول الميليشيا التابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث تؤكد أن “المجموعة هي القوة القتالية الأكثر نخبة في فيلق القدس في سوريا، وتتمتع بقدرات قوية” .
ووفقاً للمصدر فإن الميليشيا مدججة بالسلاح تضم آلاف المقاتلين من جميع أنحاء المنطقة، ومسلحة بذخائر دقيقة التوجيه وطائرات بدون طيار هجومية واستطلاعية، إلى جانب مجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة.
ولفت مسؤول المخابرات إلى أن تلك المجموعة هي المسؤولة عن ضربات صاروخية وهجمات بالطائرات المسيرة، على قاعدة عسكرية الأمريكية في جنوب شرق التنف في تشرين اﻷول/ أكتوبر من عام 2021.
وكانت إيران أنشأت المجموعة متعددة الجنسيات التي “تتكون من آلاف المقاتلين من جميع أنحاء الشرق الأوسط” منذ عام 2016 تحت قيادة قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، والذي قُتل في غارة أمريكية بالعراق في 2020.
وأكد المصدر أن الميليشيا المذكورة لعبت دوراً رئيسياً في دعم سلطة الأسد، وتحتفظ بآلاف المقاتلين في الساحة السورية بعضهم من لبنان وأفغانستان وباكستان واليمن والسودان ودول أخرى، ولكن معظم سوريون.
ويوجد في سوريا نحو 40 ميليشيا أبرزها “فاطميون” الأفغانية، و”زينبيون” الباكستانية ، والعديد من التشكيلات التي تضم قوات الحشد الشعبي المدعومة من الدولة العراقية بالإضافة إلى حزب الله اللبناني، وأنصار الله اليمني، أو “الحوثيون”.
وأشار مسؤول المخابرات الذي تحدثت معه مجلة نيوزويك إلى “لواء الإمام الحسين” هي “المظلة” التي يتم من خلالها تنسيق جميع الأنشطة المتعلقة بإيران في سوريا، وأكد أن “كل ما يحدث في سوريا هو الآن من اختصاص الإيرانيين، تحت قيادة فيلق القدس، وقيل إن حزب الله، على وجه الخصوص، لعب دوراً حاسماً في تشكيل تلك الفرقة.
ووصف المسؤول الاستخباراتي هذه الميليشيا بأنها “حزب الله – 2″، فيما اعتبر مصطفى نجفي، الباحث الإيراني المتخصص في صراعات الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الإيرانية، أنها “من أهم الكيانات المرتبطة بإيران في سوريا”، وأنها “صلة عسكرية وعمليات واستخباراتية بين فيلق القدس والفرقة الرابعة الأكثر نفوذاً” والتي يقودها ماهر الأسد.
وأكد نجفي أن قرب ميليشيا “الإمام الحسين” من الفرقة الرابعة “حسّن بشكل كبير وزاد من مكانة ماهر الأسد في قوات اﻷسد، خاصة ضد التبعية لروسيا”، حيث أن “التمويل واللوجستيات لهذه الفرقة يتم توفيرها مباشرة من الفرقة الرابعة، والنقطة المهمة الأخرى هي أن منطقة عمليات هذه الفرقة كانت بالقرب من دمشق وجنوب وجنوب غرب سوريا، وكذلك حدود سوريا مع إسرائيل”.
وأضاف أن “شيعة سوريا، والعلويين ، يشكلون قيادات وأغلبية في هذه الفرقة”، أن “هذا التقسيم له دور حيوي في دفع التنسيق العملياتي والميداني لإيران مع قوات الأسد، فضلاً عن تثبيت المواقع على الحدود الغربية والجنوبية لسوريا”.
كما وصف النجفي “فرقة الإمام الحسين” بأنها “أهم طبقة عسكرية وعملياتية لإيران لاختراق هيكل قوات اﻷسد”، حيث “خلقت طبقة تسلل واسعة في سوريا”، كما أن “الانتشار الجغرافي لهذه الشبكات محدد على نطاق واسع في جميع أنحاء سوريا؛ وبناءً على ذلك، يمكن القول إنه مقارنة بإيران، لا يوجد لاعبون آخرون، بما في ذلك روسيا، لديهم نفس القوة والإرادة لتعبئة القوات في سوريا”.