طالبت مسؤولة من منظمة الأمم المتحدة قوات قسد، بوقف عمليات خطف واحتجاز اﻷطفال في مناطق سيطرتها بشمال شرقي سوريا.
جاء ذلك عقب زيارة فيونوالا ني أولين، المقررة الخاصة بالأمم المتحدة للمنطقة، واطلاعها على اﻷوضاع عن كثب، حيث ذكرت في تصريحات أمس الجمعة احتجاز قسد لعشرات الآلاف من الأطفال احتجازاً تعسفياً في شمال شرقي سوريا، بسبب صلاتهم المزعومة بتنظيم الدولة، مؤكدةً أن ذلك انتهاك للقانون الدولي.
وأضافت أولين أنها قلقة حيال “خطف مئات الصبية من المخيمات”، حيث يوجد الآلاف من النازحين، وعائلات مقاتلي التنظيم والذين يُعاملون كمشتبه بهم، ومنهم سوريون وعراقيون وأشخاص من جنسيات أخرى.
وقالت المسؤولة اﻷممية: “الأمر الذي سأقوله والذي مثل القلق الأكبر لي ولفريقي في أثناء زيارتنا إلى شمال شرق سوريا هو الاحتجاز الجماعي التعسفي وغير محدد المدة للأطفال، وخاصة الصبية”، مؤكدةً أن احتجازهم في المعسكرات والسجون والمراكز “جاء بسبب ما أثير عن تشكيلهم تهديداً على الأمن بسبب الصلات السابقة المزعومة لهم أو لوالديهم بتنظيم الدولة”.
وتُعتبر زيارة ني أولين يوم الخميس الماضي، هي أول زيارة لخبير تابع للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان إلى المنطقة، حيث دخلت إلى مخيم الهول الذي يضم نحو 55 ألف شخص من بينهم 31 ألف طفل، كما يضم رعايا غربيين ترفض دولهم استعادتهم.
ووصفت الظروف في المخيم بأنها “قاسية وغير عادية”، قائلة إن درجة الحرارة وصلت إلى 50 درجة مئوية أثناء زيارتها، مشيرةً إلى أن مصطلح “مخيم” غير مناسب لأن الناس ليسوا أحرارا في الدخول إليه أو الخروج منه؛ حيث “يبدو أنه لا أحد يدرك أن احتجاز الأطفال يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي فيما يبدو أنها دورة لا تنتهي من الاعتقالات للأفراد من مختلف الأعمار”.
كما عبرت ني أولين عن مخاوفها إزاء فصل مئات الفتيان عن أمهاتهم في المخيمات على أساس الخطر الأمني المزعوم الذي يمثلونه.
ولم تذكر ني أولين المكان الذي ذهب إليه هؤلاء الفتيان، لكنها قالت في وقت سابق إنهم ذهبوا إلى أماكن مجهولة، وأضافت: “كل امرأة تحدثت إليها أوضحت أن خطف الأطفال هو أكثر ما يصيبهن بالقلق والمعاناة والضرر النفسي الأكبر”.
وكانت تقارير خبراء حقوقيين تابعين للأمم المتحدة، قد أكدت فبراير/ شباط الفائت أن قوات قسد في شمال شرق سوريا، أخذت ما لا يقل عن عشرة صبية من مخيم روج، وأن هناك نمطاً من الإبعاد القسري للصبية الذين يبلغون من العمر 10 أو 12 عاما من المعسكرات وفصلهم عن أمهاتهم ونقلهم إلى أماكن مجهولة.