تُكثّف الميليشيات اﻹيرانية في منطقة شرقي محافظة حمص المطلة على البادية السورية، وسط البلاد، من قمعها للسكان المحليين، وترهيبهم، مع جهود التشييع القائمة على قدم وساق منذ سنوات.
وقال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن دورية أمنية تابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني اعتقلت ثلاثة أشخاص من أهالي الحي الغربي بمدينة تدمر بريف المحافظة الشرقي ليل الثلاثاء-الأربعاء من داخل منازلهم بتهمة التخابر مع مقاتلي تنظيم الدولة وتزويدهم بمعلومات عسكرية حول التحركات التي يجريها ضباط الحرس الثوري داخل المدينة وعلى أطرافها.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي من أبناء مدينة تدمر قوله: إن دورية أمنية مؤلفة مما يقارب 15 عنصراً قامت بمداهمة منزلين بشكل متزامن في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء تمكنت من خلالها من اعتقال ثلاثة أشخاص من قبيلة بني خالد واقتادتهم إلى المربع الأمني ضمن الحي الغربي للمدينة الذي تتخذه كمقر لتنفيذ اجتماعات ضباطها بعيداً عن أي وجود لقوات الأسد.
ولفت المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن هويته -حفاظاً على سلامته- أن رئيس الدورية الأمنية أكد لذويهم ضلوع أبناءهم بعملية نقل المعلومات والتخابر مع أشخاص مقربين من مقاتلي تنظيم الدولة الذي يستهدف بين الحين والأخر مقرات وحواجز عسكرية تابعة لميليشيات مدعومة من قبل إيران ما تسبب بخسائر متلاحقة بالعتاد والأرواح في صفوفهم.
واستنكر أهالي قبيلة بني خالد بشكل خاص وباقي أهالي مدينة تدمر الطريقة التي يتم التعامل بها معهم من قبل الميليشيات الإيرانية التي ضربت بعرض الحائط أي اعتبار لخصوصية أبناء المنطقة وطابعهم العشائري.
بدوره قال (محمد.خ) أحد أهالي مدينة تدمر إن ما تزيد نسبته عن 70% من الأهالي الذين يقطنون مدينة تدمر في المرحلة الحالية ليسوا من السكان الأصليين، لافتاً إلى أن معظم العائلات التي تم إقحامها ضمن أحياء مدينة تدمر هم من المخبرين المتعاملين مع الميليشيات الإيرانية ومخابرات الأسد بآن واحد.
ولا يزال أهالي المدينة الأصليين مستمرون برحلتي النزوح واللجوء داخل وخارج سوريا، ويخشون هم ومن تبقى في تدمر من استمرار عملية التغيير الديمغرافي الذي تسعى لفرضه الميليشيات الإيرانية في المنطقة ما سيتسبب باندثار هوية المنطقة (العربية العشائرية السنية) من خلال إقحام الحسينيات وحوزات تعليم أصول المذهب الشيعي بين من تبقى من الأهالي.
وفي ظل فرض الهيمنة الإيرانية على مساحات واسعة من ريف حمص الشرقي واعتقال وترهيب المدنيين وسط صمت مطبق من قبل السلطات الأمنية التابعة لسلطة الأسد؛ تزيد المخاوف فيما لو استمرت اﻷمور على هذه الحال لسنوات قادمة.
يشار إلى أن المنطقة تمثل أهمية استراتيجية بالنسبة ﻹيران، لوقوعها ضمن ما يعرف بـ”الهلال الشيعي”، ولكنها بوابة الدخول نحو البادية من جهة الغرب حيث يمر طريق إمداد يصل إلى الحدود الجنوبية ﻹيران مروراً بالعراق.