كشفت وسائل إعلام لبنانية، أن آلاف الطلاب السوريين الموفدين يرفضون العودة إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد، وذلك بعد انتهاء دراستهم.
وقالت صحيفة “النهار العربي” في تقريرٍ لها، أمس الأحد، إن أكثر من ثلاثة آلاف طالب أرسلتهم حكومة سلطة الأسد للدراسة في الخارج خلال السنوات الماضية، رفضوا العودة إلى مناطق سيطرتها، مخالفين بذلك شروط الإيفاد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر – لم تسمّها – أن هناك على الأقل ما بين 90 إلى 95% من الموفدين رفضوا العودة إلى مناطق سيطرة سلطة الأسد بعد التواصل معهم، في حين تقول حكومة سلطة الأسد إن رافضي العودة هم 83%، الأمر الذي شكل ضغطاً إضافياً على البلد.
وتحدث طالب أُوفد دراسياً منذ عام 2011 إلى ألمانيا ليُكمل تخصّصه العالي على حساب حكومة سلطة الأسد، عن أن الحرب حالت دون عودته إليها مرّة ثانية، مضيفاً: “باستثناء أن الحرب سبب يحول بيني وبين زيارتي، فإن عدت سأواجه عقوبات قانونية وقضائية”.
وتابع الطالب: “مستعد لعقد أي تسوية عادلة، ولكني لن أقبل بتحميلي مسؤوليات وتبعات أفضى إليها الحال العام، ولم أكن أنا سببها”.
بدورها، بيّنت طالبة سورية موفدة إلى إسبانيا، أنها لا تعيش هناك أفضل أيامها، لكنها متمسكة بذلك المكان الذي لم يمنحها جنسيته رغم كل تلك السنوات.
واستطردت بالقول: “بمعزل عن موضوع الجنسية، وذلك أمر معقّد في ما يتعلق عامةً بإسبانيا والإيفاد، ومن المعيب أن أقارن بين إسبانيا وبلدي، لأسباب تتعلق بالتربية التي شكّلت ذواتنا، ولكن ثمّة أمور يفرضها المنطق، ما هي موجبات عودتي نحو بلد يهرب الناس منه صباحاً ومساءً؟”.
وتشهد مناطق سيطرة سلطة الأسد أوضاعاً معيشية صعبة، إضافة إلى الانهيار الاقتصادي، فضلاً عن حالة عدم الاستقرار في تلك المناطق.