أكد قائد العمليات بسلاح الجو الأميركي الفريق أليكسوس غرينكويتش، أن إرسال بلاده طائرات مقاتلة إلى منطقة الشرق اﻷوسط، منذ أيام، يأتي في إطار التصدي لما وصفه بـ”سلوك المقاتلات الروسية العدواني” في سوريا، مؤكداً أنه انعكاس للإحباط الذي يعاني منه الروس في أوكرانيا.
وقال غرينكويتش في إيجاز صحفي عبر المكتب الإعلامي للخارجية الأمريكية في دبي: “إن الهدف من جلب طائرات الـF22 إلى المنطقة هو التصدي للمقاتلات الروسية وعملياتها العدوانية، فقد لاحظنا أن المقاتلات الروسية تتصرف بشكل عدواني وأصبح من الضروري تغيير إجراءاتنا الدفاعية”، واصفاً تصرفات الطيارين الروس، بـ”غير المسؤولة”، وأشار إلى أنهم “يفتقدون للاحترافية”، وفقاً لما نقلته شبكة CNN بالعربية.
وفي تعليقه على سؤال حول المصالحة “السعودية-الإيرانية”، قال القائد العسكري الأمريكي: “أي شيء يساهم بخفض التوتر في الشرق الأوسط هو خطوة إيجابية… ونحن نرحب بهذه المبادرة التصالحية لكنني لست متأكداً كيف ستنعكس على الوضع في سوريا”.
وأضاف “غرينكويتش”: “نحن نعرف أن إيران ترسل طائرات بدون طيار إلى روسيا والعلاقات بين الطرفين تتطور… والإيرانيون يريدون أن تغادر قوات التحالف سوريا كي تصبح الساحة خالية بالنسبة لهم”.
من جانبه سلّط موقع airandspaceforces المختص بالطيران العسكري الضوء على نشر تلك الطائرات في منطقة القيادة المركزية الأمريكية بالخليج العربي، مُذكّراً بتصريح سابق للقائد الأعلى للقوات الجوية الأمريكية في المنطقة، في 21 حزيران / يونيو، حيث قال إن الحرب الروسية في أوكرانيا لها عواقب بعيدة المدى على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وذكر الموقع في تقريره أن غرينكويتش ومسؤولي القيادة المركزية الأمريكية والبنتاغون، دأبوا منذ الربيع على إطلاق ناقوس الخطر بشأن التفاعلات الخطيرة المحتملة بين القوات الأمريكية والروس.
وبدأ إرسال الولايات المتحدة طائرات F-22 Raptor إلى المنطقة الأسبوع الماضي، بمثابة استعراض للقوة، حيث كانت حادثة مارس نقطةً فارقة في التوتر بين الجانبين، فقد اصطدمت طائرة روسية من طراز Su-27 بطائرة أمريكية من طراز MQ-9 فوق البحر الأسود، بينما كانت طائرتان من طراز Su-27 تحاولان مضايقة الطائرة الأمريكية بدون طيار.
وقال المسؤولون الأمريكيون حينها إن الروس لم يحاولوا على الأرجح الاتصال بالطائرة MQ-9، وأن الحادث “أظهر سوء تصرف، بغض النظر عن الهدف، ومع ذلك، فقد تم تكريم الطيارين الروس لأفعالهم”.
من جانبه قال اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكيويتش، أمس إن السلوك العدواني الأخير للطيارين الروس في سوريا تجاه الطائرات الأمريكية قد يكون جزءاً من محاولة موسكو “للتعويض” عن الإحباط في أوكرانيا، حيث أن حصول موسكو على طائرات مسيرة من طهران قد يشجع إيران أيضاً مع استمرارها في دعم الميليشيات في الشرق الأوسط.
وأوضح أن واشنطن تفكر في تفاعلاتها مع الروس في سوريا في سياق الصراع المستمر في أوكرانيا، مضيفاً: “من وجهة نظري، أرى القوات الجوية الروسية على أنها أكثر عدوانية في سوريا، ربما كوسيلة للتعويض عن حقيقة أنه كان عليهم نقل القدرات والقدرات خارج سوريا من أجل دعم الحرب في أوكرانيا”.
وقال غرينكويتش إن الروس انتهكوا بروتوكولات عدم التصادم مع القوات الأمريكية التي وُضعت لتقليل خطر نشوب صراع غير مقصود في سوريا مؤخرًا في 21 يونيو / حزيران، حيث تهدف هذه البروتوكولات التي وضعها القادة العسكريون الأمريكيون والروس، إلى الفصل بين القوات الجوية للطرفين في شرق سوريا.
تؤكد القوات الأمريكية أن طائرات روسيا حلقت على ما يقرب من 500 قدم من الطائرات الأمريكية، وحلّقت بانتظام فوق القوات الأمريكية، وقال غرينكويتش: “هذا نمط من النشاط الروسي، ولدينا قوات التحالف على الأرض في حامياتنا التي تركز على محاربة تنظيم الدولة، ومع ذلك يطير الروس مباشرة فوق أو بالقرب من هذه الحاميات مع ذخائر جو-أرض – مع قنابل على متنها”.
كما أكّد أن “الخطر الأكبر بالنسبة لنا جميعاً هو أن هذه الطائرات لا تطير في مهام تدريبية؛ إنهم في مهام قتالية”، مشيراً إلى وجود أسلحة وذخائر حية في طائرات الجانبين، وبالتالي فإن “هذا النوع من السلوك يزيد حقاً من خطر سوء التقدير، فنوعاً ما تقع تلك الحوادث بشكل غير مقصود”.
يُشار إلى أن القوّات الأمريكيّة استخدمت طائرات F-22 بشكل متقطع أثناء عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في سوريا، كجزء من عملية العزم الصلب، حيث رافقت باقي المقاتلات بسبب التهديد الذي شكلته الطائرات الروسية.