دعت منظمة “أطباء بلا حدود” إلى تعزيز الدعم اﻹنساني لمنطقة شمال غربي سوريا، محذرةً من ارتفاع مستويات اﻷمراض، والمعاناة الناجمة عن نقص المياه النظيفة، حيث تغيب شبكات الصرف الصحي التي تعمل بشكل كامل عن 85 بالمئة من مخيمات النازحين.
وقال المنسق الطبي للمنظمة في سوريا “حليم بوبكر” إن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في مخيمات النازحين الحديثة محدودة للغاية، فيما يؤدي استخدام مصادر المياه الملوثة إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتهاب الكبد.
وحذرت “أطباء بلا حدود” من وجود أكثر من 3600 حالة جرب في 10 مخيمات تؤوي نحو 13 ألف شخص في مدينة عفرين بريف حلب؛ أكثر من نصف تلك الحالات منتشرة بين الأطفال دون سن العاشرة، فيما تعتمد 70 بالمئة من المخيمات فقط على نقل المياه بالشاحنات للشرب وتفتقر ذات النسبة إلى مرافق الاستحمام.
ولفت تقرير “أطباء بلا حدود” إلى مدينة جنديرس بشكل خاص، حيث تحولت إلى أنقاض بعد الزلزال الأخير الذي ضرب شمال غربي سوريا، حيث نزح تسعة من كلّ عشرة أشخاص مؤخراً إلى المخيمات بسبب الدمار، “بعد أن أجبرتهم الحرب على النزوح مرّة واحدة على الأقل” قبل ذلك.
ويعيش هؤلاء الأشخاص واقعاً قاسياً خالياً من الاستقرار وضرورات البقاء، لا سيما في جنديرس، حيث “ألحق الزلزال ضرراً واضحاً بنظام المياه والصرف الصحي في المدينة، والذي كان قد أُضعف بشدّة بفعل 12 عاماً من الحرب”.
وسلّط التقرير الضوء على مخيم “الإيمان” في جنديرس – والذي أُنشئ حديثاً – ويؤوي 2,130 شخصاً، و”تعمل فرق من أطباء بلا حدود على الاستجابة لاحتياجات السكان هناك”، ويشكو قاطنوه من “حياة صعبة للغاية”، خصوصاً مع محدودية الوصول إلى المياه النظيفة ونقص مرافق الصرف الصحي والنظافة، حيث يصاب الأطفال بأمراض مثل الكوليرا والجرب وداء الليشمانيا.
عندما وصل الناس إلى هذا المخيم، واجهوا نقصًا في المياه النظيفة. حصل كلّ شخص على تسعة لترات من الماء، في حين أنّ المعايير الدولية تتطلب 20 لترًا في اليوم. كذلك لا يوجد عدد كافٍ من المراحيض، بل مرحاض واحد لكل 90 شخصًا، كما لا يوجد نظام صرف صحي مناسب للتخلص من النفايات.
ولفت “بوبكر” إلى الحاجة للعناية العاجلة “لحماية صحة المتضررين من الحرب والزلازل في سوريا وكرامتهم”، داعيةً إلى “تأمين تمويل إضافي هادف”، فضلاً عن “ضمان الوصول المستدام وغير المتحيز للمساعدات الإنسانية”.
وأوضح تقرير المنظمة أن الظروف المعيشية المتدنية في المخيمات خلقت بيئة مواتية لانتقال الجرب، وهو حالة جلدية معدية ناتجة عن العثّ، فقد رصدت “أطباء بلا حدود” وشركاؤها، من خلال العيادات المتنقلة وأنشطة الصحة المجتمعية، ارتفاعاً ملحوظاً في حالات الجرب في شمال غرب سوريا خلال شهر مايو/أيار.
وكشف تقييم أجرته “منظمة الأمين” وهي “الشريكة السورية” للمنظمة الدولية، في 10 مخيمات بعفرين تضم نحو 13,000 شخص؛ عن أكثر من 3,600 حالة جرب، حيث ظهر أكثر من نصفها بين الأطفال دون سن العاشرة، ووجدت أنّ اﻷمر مرتبط بشكل أساسي بمياه الصرف الصحي المفتوحة واستمرار ندرة المياه في المخيمات المتضررة.