شهد ريف إدلب في شمال غربي سوريا حالة تصعيد عسكري نسبياً، خلال اليومين الماضيين، حيث تعرضت اﻷجزاء الجنوبية من المحافظة لقصف من قبل الطيران الروسي ومدفعية قوات سلطة اﻷسد والميليشيات المساندة لها.
وشمل القصف المدفعي، صباح اليوم السبت، منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وطال أطراف بلدة إحسم، والطريق الواصل بيت بلدتي إحسم والبارة بريف إدلب الجنوبي، مما خلف أضراراً مادية دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
وتسبب ذلك بحالة من القلق في صفوف سكان المنطقة، مع حلول موسم جني محاصيل أشجار الكرز و “المحلب” التي تشتهر بها المنطقة، حيث تتعمد قوات اﻷسد استهداف المزارعين.
وشنّت الطائرات الروسية ظهر أمس الجمعة غارات هي الأولى منذ عدة أشهر في المنطقة، حيث استهدفت مناطق قريبة من خطوط التماس على أطراف قرى سفوهن والفطيرة بجبل الزاوية.
ووقعت هذه الغارات (جنوبي طريق M4) بعد تحليق مكثف لطائرة الاستطلاع الروسية المعروفة بـ”البجعة”، والتي عادة ما تقوم بمسح المنطقة قبل كل حملة جوية.
ويأتي ذلك وسط تسارع في وتيرة الاجتماعات الرباعية بموسكو، حيث أكد الجانب التركي على أولوية مناقشة ملف عودة اللاجئين، فيما تطالب سلطة اﻷسد بسحب القوات التركية من المنطقة؛ اﻷمر الذي ترفضه أنقرة.
وتتحدث تقارير عن مناقشة فتح طريق M4، المار عبر جنوب إدلب، لكن المصادر التركية لم تؤكد ذلك، فيما اكتفى وزير الدفاع “خلوضي آكار” باﻹعلان عن مركز تنسيق مشترك مع سلطة اﻷسد في سوريا، دون ذكر إيضاحات.
وفي مؤشر على تصعيد روسي اتهم ما يسمى “مركز المصالحة” الفصائل في إدلب بـ”خرق خفض التصعيد”، وادعت وسائل إعلام روسية، أن المقاتلات الحربية استهدفت يوم الجمعة، “مقراً عسكرياً لـ’هيئة تحرير الشام’ و’حراس الدين’ “، جنوب إدلب.
وكان الطيران الروسي قد توقّف عن استهداف المنطقة منذ أكثر من 7 أشهر، مع انخفاض ملحوظ في الضربات المدفعية، ومحاولات التسلل.