زهير سالم – مدير مركز الشرق العربي
وسألني المزيد عن معركة جناق قلعة. “جنق قلعة” كما كنا نلفظها..
هي معركة من معارك الحرب العالمية الأولى. دارت رحاها دفاعا عن مدينة استنبول عاصمة “الدولة العلية”
تشكل الجيش المهاجم لقلعة جناق قلعة التي هي مدخل إلى استنبول على مضيق الدردنيل،
من انكليز وفرنسيين وأتباعهم ..تدفقوا لاحتلال استنبول، دعما للجيش الروسي.
استمرت المعركة قريبا من سنة. ومع ان الدولة العلية التي كان يسوس أمرها الضباط الاتحاديون” نسبة إلى حزب الاتحاد والترقي القومي- قد خسرت الحرب. مع ألمانية إلا أن استنبول لم تسقط..
ويرجع الفضل في ذلك إلى أولئك المقاومين المستبسلين.يرجع الفضل إلى تسعين ألف شهيد اعتبروا استنبول رمز شرف أمتهم.
سقط من المهاجمين ٥٥ ألف ضحية..
ومن المدافعين: ٩٠ الفا..
بأرواحهم قدموا الفداء لاستنبول البهية..
من ولاية حلب وحدها ستة آلاف شهيد محفورة أسماؤهم على شواهد قبورهم يذكرون من كان له قلب..أنهم كانوا هنا، يوم تخاذل المتخاذلون..
حكايات حرب جناق قلعة سمعناها ساخنة من أفواه أبطالها الحقيقيين من بين عم وخال..
ما أقسى التعميمات حين تتسلل إلى كتب التاريخ..
لم تكن شعوبنا تعرف هذا عربي وهذا تركي، وهذا مشرقي وهذا مغربي حتى نفحتنا هذه المدنية العنصرية بفحيحها.
كان الانسان يسير في فضاء هذه الامة فيحط رحاله حيث شاء، ويأخذ مكانته في صفوف أبناء أمته على قدر عطائه..
وهذا الشيخ بدر الدين الحسني بأصوله المغربية يكون شيخَ مشايخ أهل الشام بلا منازع، ومثله يكون آل الكتاني وآل المبارك وآل المغربي وآل الجزائري وما أكثر من حمل على ارض الشام عنوان المصري، والطنطاوي..
إيهِ يا زمان البؤس والردية كم صرنا فيك إلى بلية!!
وأعجبه ان تسمع من سمى نفسه لبنانيا ويتجعنص!!
ونحن ما حفظنا طرابلس الا باسمها؛ طرابلس الشام، وما عرفنا بيروت إلا من مقام الإمام الأوزاعي فيها. هل علمتم عن الأوزاعي؟؟ الإمام الفقيه المجتهد المعدود في الأئمة المجتهدين، يقف بهيبته يحمي الأقلية المسيحية من تغول بعض الأقوياء من الذين لا يعلمون..كما فعلها عبد القادر الجزائري من بعد؟؟
حين أسمع تركيّا يتحدث عن ترحيل الأفغان أقول وأول ما سينقلون: ضريح العلم البلخي من وسط قونية، وأول ما سننقل أضرحة حميع الشهداء العرب من مقبرة جناق قلعة..
لندن: 3 ذو القعدة / 1444 – 24/05/2023