أثارت صورة التقطها مصور محترف لدوامة غامضة في سماء القطب الشمالي جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث لقيت انتشاراً حول العالم وتعليقاتٍ متباينة حول طبيعتها وتفسيرها العلمي.
وقال المصور “توم سالات” المعروف باسم صائد الشفق القطبي Aurora Hunter، إنه كان يلتقط صوراً للشفق بينما كان المصورون الفلكيون يعملون في القطب الشمالي، حيث شهد حدثاً مذهلاً وغامضاً فوق منطقة “دونيللي دوم” Donnelly Dome في “ألاسكا” في 15 أبريل/نيسان الجاري.
وفوجئ “سالات” بدوامة غامضة في الأفق أصابته بالحيرة عندما رآها لأول مرة، حيث بدت كضوءٍ ساطعٍ بعيد يتقدم نحوه من الأفق الشمالي.
واعتقد المصور بدايةً أنها طائرة نفاثة تطير عبر السحب، لكنها لاحقاً اتخذت الشكل الحلزوني وتضخم حجمها بسرعة كبيرة، بحسب ما نقله التلفزيون اﻷلماني dw عن موقع قناة “سي بي إس 42”.
إقرأ أيضاً: “السورية لحقوق اﻹنسان” تكشف عن “السجل اﻹجرامي” لوزير داخلية النظام
وشق “اللولب الأزرق” طريقه عبر السماء التي كانت تتألق بألوان الشفق القطبي الخضراء والحمراء لعدة دقائق قبل أن يختفي، وفقاً لنا رواه المصور الذي لم يصدّق ما كان يراه، “لكنه لحسن الحظ كان قادراً على التصرف بسرعة والتقاط صور الحدث حتى يتمكن من مشاركته مع العالم”.
ويمضي “سالات” بالقول: “كنت أصور بشكل محموم مع مجموعتين من الكاميرات وكنت على يقين من أن ما أراه هو حدث فريد من نوعه، وفي غضون سبع دقائق تقريباً، كان قد ظهر واختفى .. لقد كانت مشاهد ساحرة! خلال الليلتين الماضيتين، كنت أصور الشفق القطبي فوق هذه المنطقة (Donnelly Dome) وكنت آمل أن أحصل على شيء مميز، وقد حصلت على أمنيتي”.
وتنوّعت التفسيرات بين من قال إنها ظاهرة مصاحبة للشفق القطبي ومن قال إن بعض الجزيئات العالقة في الجو قد شكلت هذه الدوامة، لكن العلماء أكدوا أن اللولب الذي ظهر في الأفق هو في الواقع عادم محرك صاروخي متجمّد.
وقبل ثلاث ساعات فقط من الواقعة، أطلقت مهمة SpaceX Transporter-7 على متن الصاروخ Falcon 9 في ولاية كاليفورنيا، وبعد ثلاث ساعات كان من الممكن رؤيته فوق “ألاسكا”.
وأوضح العلماء أنه عندما يلتقط ضوء الشمس على ارتفاعات عالية فإنه يتوهج بشدة وينشأ عنه هذا التشكيل الحلزوني، حيث يؤكد “دون هامبتون”، الأستاذ المشارك في الأبحاث في المعهد الجيوفيزيائي بجامعة “ألاسكا فيربانكس”، أن “المشاهدة الفريدة” ترجع جزئياً إلى الظروف التي سمحت بحدوثها، “فقد كانت ليلة صافية ومظلمة في هذه المنطقة من الأرض، وتم إطلاق وقود الصواريخ في أفق هذه المنطقة والذي انعكس عليه ضوء الشمس المباشر ما أدى لإنتاج هذا الشكل”.
وأضاف أنه لو كان ذلك قد حدث في منتصف الشتاء، فمن المحتمل أننا لم نكن لنرى هذا المشهد لأن ظل الشمس في هذا الوقت سيكون أعلى بكثير من خط الأفق الذي شهد الواقعة.