رفضت عدّة شخصيات مُعارضة سورية بما في ذلك الدروز، الدعوة التي وجهتها “جامعة برلين الحرة” لمشايخ العقل لطائفة الموحدين الدروز لإلقاء محاضرة “تعريفية”.
وقد وصل إلى ألمانيا وفد من السويداء على رأسهم شيخا عقل الدروز في سوريا، لإلقاء محاضرة، بهدف “التعريف بالمذهب الدرزي”، وفقاً لما أعلنته الجامعة.
لكنّ الدعوة أثارت استياء العديد من الناشطين والكتل السياسية في محافظة السويداء، بسبب تاريخ الشيخين المعروف بالموالاة لسلطة اﻷسد واستخدامهما كأداة لتمرير سياساتها.
وقالت “الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء” والتي تعتبر من أبرز الكتل السياسية في المحافظة إن “الدعوة المستغربة التي وجهت إليهما كان الأجدر بها أن توَجه إلى باحثين حقيقيين في البحوث العلمية والتاريخية والفلسفية، والجبل غني بهؤلاء”.
وحذّرت الهيئة في منشور على صفحتها بموقع “فيس بوك” من محاولة “تزوير جديد ومن نوع آخر”، بسبب دعوة الشيخين.
من جانبه قال تجمع “بدنا وطن” إن “المعلومات التي تم ترويجها و المسربة عن الجهات المشكوك بمصادرها وبمصداقيتها تقول أنهما سينقلان فقط رسالة محبة وسلام إلى العالم يتم من خلالها تعريف المجتمعات الغربية بالمذهب الدرزي”.
ونوّه بيان التجمع بأن “الحقيقة هي عكس ذلك وعكس ما يتوقعه عامة أهل السويداء حيث أن سلطة اﻷسد سوف تستغل هذه الدعوة لتزوير الكثير من الحقائق بقصد التستر على جرائمها المرتكبة بحق أهل السويداء و السورين عموماً”.
واعتبر التجمع أن سلطة اﻷسد سوف “تُبرز الشيخين على أنهما من طائفة قليلة العدد وتُكيل بالفضل لسياستها التي تحمي الأقليات العرقية وترعى حقوقهم عداك عن أنه سينجح من خلالهما بنشر وتسويق كذبة انتهاجه لطرق ووسائل مدنية للحوار مابين الأديان”.
وتوقّع بيان التجمع أن “الشيخين المذكورين سيحظيان بفرصة لتحسين صورتهما المعروفة لدى العامة في السويداء بمساندتهم للباطل وهدر دماء رموز الحراك المدني وقمع الحريات و الالتفاف على مصلحة الطائفة”.
ويُتّهم شيخا العقل بمساندة سلطة اﻷسد في كافة تعدياتها بحق أهالي السويداء، والتي “راح ضحيتها العشرات من الشباب المطالبين بحريتهم وحفظ كرامتهم”.
كما وجه البيان نداءً إلى “شرفاء وأحرار العالم” متمنياً عليهم مخاطبة إدارة الجامعة المعنية وشرح الموقف الصحيح حول الغاية من اعتلاء الشيخين المذكورين لمنبرها “بقصد خداع الإعلام الألماني والغربي”.
وحول رأي الناشطين في المسألة، قال الناشط “سامر” لـ”حلب اليوم“: إن “شيخي العقل كانوا العصا الذي ضرب النظام بها أهالي السويداء بعدة ضربات، والتي لم يكن أولها تفويض “وفيق ناصر” باغتيال وحيد البلعوس مؤسس حركة رجال الكرامة ولن تكون آخرها الاتهامات التي تطالهم بسرقة المساعدات القادمة من الجولان وذلك بمساعدة الأجهزة الأمنية، عدا عن احتضانهم للعصابات التابعة لشعبة المخابرات العسكرية”.
يُشار إلى أن سلطة اﻷسد تحاول تقديم نفسها أمام الدول الغربية والمجتمع الدولي كحامية للأقليات وللتنوع الديني في سوريا.