سلّط تقرير أممي الضوء على مشكلة اﻷمن الغذائي المستمر في التراجع بسوريا، نتيجةً للحملة العسكرية لسلطة اﻷسد على السوريين، فضلاً عن العوامل الجوية والجفاف.
ووفقاً لتقرير صادر عن Insecurity Insight ومقرها في جنيف، فإن الفترة بين عامي 2017 و2022 شهدت انحداراً كبيراً، جراء “الصراع” والأعمال العسكرية بما في ذلك الاجتياح والضربات الجوية.
وأوضح التقرير الذي نشرته المؤسسة أمس اﻷربعاء، أن تفجير الذخائر والعبوات الناسفة، والهجمات على المزارعين والأسواق، واستهداف عمال الإغاثة، وغير ذلك من الأعمال العسكرية أدى إلى تدهور وتدمير أجزاء كبيرة من الأراضي الزراعية والمحاصيل السورية.
وأحصى التقرير وقوع ما لا يقل عن 699 حادثة أثرت فيها أعمال العنف على الأراضي والمحاصيل السورية بين عامي 2017 و 2022، وهو ما دفع المزارعين في صيف عام 2019، إلى جني محاصيلهم قبل أن تصل إلى مرحلة النضج، في شمال غربي سوريا، في إشارة إلى اجتياح أجزاء من إدلب وحماة وحلب.
وتسبّب ذلك في انخفاض الإنتاجية بنسبة 50%، وانخفاض الدخل المرتبط بالمزارعين، مما أضر بهم وبأسرهم وساهم في نقص الغذاء العام وزيادة أسعار المواد الغذائية، فضلاً عن الحرق المتعمد للمحاصيل واندلاع حرائق تهدّد المحاصيل والبيئة على نطاق واسع، جراء القصف المدفعي والغارات الجوية في أوقات الطقس الحار والجاف.
وبحسب المؤسسة فقد تعرضت الأراضي الزراعية لقصف جوي أو مدفعي أو صاروخي في 240 مرة على اﻷقل بين عامي 2017 و2022، وكانت 75% من هذه الحوادث في الشمال الغربي.
ويؤكد التقرير استخدام سلطة اﻷسد الحرق المتعمد للأراضي الزراعية كوسيلة لاستهداف المدنيين والمزارعين والسيطرة عليهم من خلال تدمير سبل العيش في المجتمعات المحلية، أو كشكل من أشكال معاقبتهم.
وتُضاف قضية تدمير البنية التحتية للمياه، إلى المشكلة حيث يؤدي نقص ري المحاصيل والأراضي الزراعية، إلى مزيد من التراجع، حيث يزاد عدد السكان الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير في سوريا، منذ عام 2011.
وقدرت الأمم المتحدة عام 2021 أن 50% من المحاصيل المزروعة قد تموت في محافظة الحسكة، وهي أكبر مصدر للقمح في البلاد، نتيجةً للجفاف، فيما تتعرض المحاصيل لمزيد من تهديد الفقدان بسبب انخفاض تدفق المياه عبر نهر الفرات.
يُذكر أن سوريا عانت من جفاف بين عامي 2006 و2010، كما تمّ تسجيل مستويات غير مسبوقة من الجفاف ونقص هطول الأمطار بين عامي 2020 و2021، وهو ما سبّب انخفاض نسبة الأراضي المروية في البلاد إلى النصف تقريباً.