رفعت وزارة العدل الأمريكية (FBI) قضيةً ضد مسؤولين كبيرين في سلطة اﻷسد، تتهمهما فيها بارتكاب جرائم حرب، على خلفية مقتل عاملة إغاثة أمريكية في وقت سابق، وفقاً لما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
واتهم المكتب الفيدرالي الذي يتولى القضية سلطة اﻷسد بالمسؤولية عن مقتل عاملة الإغاثة الأمريكية – السورية، “ليلى شويكاني”، في سوريا، عام 2016، حيث لا يزال التحقيق متواصلاً في القضية منذ خمس سنوات.
وكانت سلطة اﻷسد قد اعتقلت المهندسة السورية من حملة الجنسية الأمريكية، وهي مولودة في دمشق عام 1990، حيث فُقد أثرها في 19 من شباط 2016، وفي 18 من تشرين الأول 2018، استلم ذويها بيان وفاتها عند مراجعتهم أمانة السجل المدني في مدينة دمشق.
وكان تقرير سابق لـ”الشكبة السورية لحقوق الإنسان” قد أورد أن بيان الوفاة المزعوم يدعي أنها توفيت في 28 من كانون الأول عام 2016.
وأوضحت الصحيفة أن الجهات القضائية اﻷمريكية لم تعلن عن التحقيق في وقت سابق، بهدف محاسبة المسؤولين في سلطة الأسد عن عمليات الاعتقال والتعذيب.
ويستهدف التحقيق، رئيس جهاز المخابرات الجوية السابق “جميل حسن”، الذي كان موجوداً حين اختفت “شويكاني”، ورئيس جهاز الأمن القومي السابق “علي مملوك”، وهو مدير مكتب الأمن الوطني حالياً.
وأكدت “نيويورك تايمز” أن هذه الخطوة هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، مشيرةً إلى اتجاه دول أوروبية نحو محاسبة عسكريين وضباط في سلطة اﻷسد متورطين بارتكاب انتهاكات.
ويقود تحقيق وزارة العدل الأمريكية المدعي العام الأمريكي في “شيكاغو”، وفقاً لمصادر الصحيفة اﻷمريكية.
وقال “أربعة أشخاص على دراية بالتحقيق” إن وكلاءً تابعين لوزارة العدل سافروا إلى الشرق الأوسط وأوروبا لجميع كمية من الأدلة ومقابلة شهود محتملين، منهم “رجل قد يكون دفن ليلى شويكاني” بنفسه.
وبحسب التحقيق فإن “شويكاني” خضعت للتعذيب على مدار أشهر، والتهديد بقتل أحبائها، قبل أن ترضخ وتعترف بجرائم لم ترتكبها، وبعد ذلك تمّ إجراء محاكمة قصيرة لعدة دقائق صدر بعدها قرار الإعدام أواخر عام 2016.
وتعتبر هذه الدعوى الثانية من نوعها في المحاكم اﻷمريكية خلال أيام، حيث قبلت المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة “كولومبيا” دعوى موجهة ضد سلطة اﻷسد بسبب التعذيب في السجون.
وأوكل المواطن السوري – الأمريكي “عبادة مزيك” قضيته إلى مركز العدالة والمحاسبة (CJA)، في 12 من نيسان الحالي، مؤكداً أنه تعرض في 2012 للتعذيب في فرع المخابرات الجوية بمطار “المزة” العسكري.
ويأتي ذلك فيما أمر قضاة التحقيق في محكمة باريس نهاية شهر آذار الماضي بمحاكمة ثلاثة من كبار المسؤولين في سلطة اﻷسد بتهمة التواطؤ بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وبحسب وكالة “فرانس برس” فإن القرار يمهد لمحاكمة كل من “علي مملوك”، و”جميل حسن”، و”عبد السلام محمود” المسؤول عن فرع التحقيق في المخابرات الجوية بمطار “المزة” العسكري بدمشق.