تتزايد المخاوف والتحذيرات من اندلاع حرب جديدة في المنطقة بين إسرائيل ووكلاء إيران، مع ورود تقارير حول تحركات للحرس الثوري؛ بينما يتوقع مراقبون أن يندفع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى الحرب للخلاص من مشاكله الداخلية.
ونقل موقع “ميدل إيست آي” عن مراقبين تقديرهم أن “نتنياهو” ليس لديه الكثير ليخسره في حال بدأت الأعمال العدائية، و”مع إملاء المتطرفين الدينيين على أجندته، فقد يجد صعوبة في تجنب إشعال النار في المنطقة”.
ونوه التقرير بأن “التكتيك المفضل لدى رؤساء الوزراء الإسرائيليين الذين يواجهون المشاكل هو إثارة المواجهة، أو على الأقل المبالغة في رد الفعل لضمان تطور الموقف، ثم إرسال الجيش”.
ويتوقع السياسيون أن توحد الحروب الإسرائيليين وراء حكومة فاشلة وتسكت المعارضة، بينما تكسب دعماً من اليهود في الخارج، وتعاطفاً غير مباشر من الدول الغربية.
وأضاف الموقع أن “بنيامين نتنياهو زعيم إسرائيلي غارق في مشاكل من النوع الشخصي والسياسي، وهي أعمق بكثير من مشاكل أسلافه”، فهو في خضم محاكمة فساد لا تسير في طريقه، وبحاجة ماسة إلى الاحتفاظ بنفسه في السلطة وإصدار تشريعات لإضعاف المحاكم وتجنّب خطر الوقوع في السجن.
ويواجه تمرداً غير مسبوق تقريباً بين أقسام النخبة في الجيش، بما في ذلك الطيارين ورجال الاحتياط ذوي الخبرة، الذين يعارضون تدخله في القضاء، “جزئيًا لأسباب تتعلق بمصالحهم الذاتية”.
وقد يبدو – وفقاً للصحيفة – احتمال نشوب حرب في الأسابيع القليلة المقبلة جذاباً لـ”نتنياهو” في مثل هذه الظروف، وهو “خطر لاحظه المتابعون الإسرائيليون”، حيث “أشعلت حكومته بالفعل النيران على الجبهات الفلسطينية واللبنانية والسورية”.
وكانت حكومة الاحتلال قد أرسلت قوات من الشرطة ودخلت مرتين داخل المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، الأسبوع الماضي، لضرب وإهانة المصلين المسالمين خلال شهر رمضان المبارك، وكان تدنيس حرمة المسجد من قبل دولة يهودية مستفزاً ليس فقط للفلسطينيين ولكن لجميع المسلمين.
وعلى الفور تقريباً، كان هناك إحياء لهجمات فلسطينية “منفردة”، حيث أطلق فلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة النار على سيارة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة يهود إسرائيليين، وقُتل فلسطيني يعيش داخل إسرائيل في عملية أدت لمقتل سائح إيطالي.
على الجبهة الأوسع، أُطلقت سلسلة من الصواريخ من غزة ولبنان وسوريا، مما دفع إسرائيل لشن غارات جوية محدودة، و”مع ذلك، على الرغم من التوترات المتصاعدة، بدت جميع الأطراف – بما في ذلك إسرائيل – حريصة على التراجع عن حافة الهاوية”.
ولم يستبعد التقرير أن يقرر “نتنياهو” في الأسابيع المقبلة “أن من مصلحته إثارة الأمور مرة أخرى”، حيث أن “نفس الضغوط تلاحقه، وهو بحاجة إلى إجراء إصلاحات قضائية شاملة لإنقاذ رقبته وعنق حكومته”، لذا “قد يبدو دفع إسرائيل إلى مواجهة مع الفلسطينيين، أو الدخول في حرب مع لبنان المجاور، أمراً مغرياً”.
وكانت صحيفة “هآرتس” قد أكدت اﻷسبوع الماضي أن قائد “فيلق القدس” بالحرس الثوري اﻹيراني، “إسماعيل قاآني” أوعز إلى الميليشيات في المنطقو بالاستعداد لمواجهة محتملة جديدة مع إسرائيل.