أعلنت عدة جهات سورية معارضة عن رفضها القاطع للموقف السعودي اﻷخير من سلطة الأسد، عقب زيارة وزير خارجيته “فيصل المقداد” التي قام بها مؤخراً إلى “جدة” حيث صدر بيان مشترك.
وتمهّد المملكة لمشاركة سلطة اﻷسد في قمة جامعة الدول العربية المقبلة، التي ستستضيفها في الـ19 من مايو/أيار المقبل، وسط اعتراض من عدة دول أعضاء.
وقال “بدر جاموس” رئيس “هيئة التفاوض السورية” إن التطبيع مع الأسد هو ضد مصلحة السوريين، منوهاً بأن “إعادته إلى الجامعة العربية دون الالتزام بالحل السياسي وعدم تطبيق القرارت الأممية وعلى رأسها بيان جنيف والقرار 2254 سيعطي ضوءاً أخضراً للتهرب من الاستحقاقات المطلوبة منه”.
ودعا “جاموس” الدول العربية إلى “مزيد من الضغط والعمل على مشاورات حقيقية وطنية للحفاظ على سوريا وتمكين الشعب السوري من حياة آمنة كريمة ومستقرة”، رافضاً “التطبيع المجاني”.
وكان الجانبان قد اتفقا في بيان مشترك على “تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، وتعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها، ودعم مؤسسات الدولة السورية، لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري”.
وقال “أبو حاتم شقرا” نائب قائد تجمع “حركة التحرير والبناء” العامل ضمن صفوف “الجيش الوطني السوري”، إنّ “لقاء السعودية مع سلطة اﻷسد، كان على دماء السوريين.. دماء السوريين وحدها المعيار الذي يصنف العربي من سواه”.
واعتبر أن السعودية “ستكون انحازت بهذا التطبيع إلى جانب القاتل دون اعتبار لمشاعر وتضحيات الشعب السوري الحر”، مؤكداً أنّ “الثورة مستمرة بدمائنا ولن يضرنا من خذلنا”.
من جانبه، قال “عبد المنعم زين الدين” “المنسق العام” في الثورة السورية، إنّ “الحديث عن مساعدة (مؤسسات الدولة السورية المزعومة) لبسط سيطرتها على الأراضي السورية هو باختصار مساعدة إيران لاحتلال كامل سوريا، لأن الجميع يعلم أن عصابة الأسد مجرد مليشيا إيرانية”.
أما القيادي في “لواء المعتصم”، “مصطفى سيجري“، فقد أعرب عن “الأسف الشديد تجاه التحول الطارئ وغير المبرر في سياسات المملكة العربية السعودية تجاه الشعب السوري”.
ووصف “استقبال وزير خارجية الأسد في مدينة جدة والبيان الصادر عن الخارجية السعودية” بأنه “طعنة غادرة ووصمة عار في تاريخ المملكة”، وعده “انحيازاً واضحاً وتاماً لنظام الإرهاب في دمشق”.
من جهته رآى الرائد الطيار “يوسف حمود”، المتحدث السابق باسم “الجيش الوطني السوري”، أنّ “الشعب السوري عندما قام بثورته على ديكتاتور العصر لم يأخذ الإذن من أحد ولم يستشر أحداً، وواجه كلا من العدوان الإيراني والروسي وقاوم كل المشاريع الخبيثة من (تنظيم الدولة) والـ(pkk) ولم ينكسر أو يتراجع أمام قوة تلك المخاطر حتى ينكسر أمام بيانات عبثية تمهد لتعويم مجرم”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قد نقلت عن مسؤولين عرب، أن خمس دول على الأقل من أعضاء الجامعة العربية ترفض عودة اﻷسد، وبينها المغرب والكويت وقطر واليمن.
وأوضح المسؤولون أن مصر أيضاً ترفض الخطوة رغم استعادة علاقتها بسلطة اﻷسد، في الأشهر الأخيرة، ورغم تحالفها مع السعودية، حيث أنها ترغب بدفعه لتقديم تنازلات لحل الملفات العالقة.3
وبحسب المصدر فإن هذه الدول تريد من الأسد المبادرة بالتفاعل مع المعارضة السورية، و”بطريقةٍ تمنح جميع السوريين رأياً في رسم مستقبلهم”.
وشدّدت بعض الدول المعارضة لعودة اﻷسد مطالبها، التي تشمل السماح بدخول قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين، ومكافحة أنشطة تهريب المخدرات غير الشرعية، ومطالبة إيران بالتوقف عن توسيع بصمتها العسكرية في البلاد.
وقال المسؤولين العرب للصحيفة إن الأسد لم يبدِ اهتماماً بإحداث تغيير سياسي حتى الآن، بالرغم من أنه ما يزال متحمساً لإصلاح العلاقات مع جيرانه العرب.
وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية قد أعلن منذ أيام أن الوزير “سامح شكري” تحدث إلى مبعوث الأمم المتحدة، وأخبره بأن بلاده تدعم مشروع قانون الأمم المتحدة الذي يشترط وضع خارطة طريق لإجراء انتخابات حرة في سوريا.