اتصل وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان آل سعود”، مع نظيره الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان”، واتفقا على عقد لقاء ثنائي بينهما قريباً، وفقاً لما أعلنته وكالة اﻷنباء السعودية الرسمية، وذلك بعد أيام من توقيع اتفاق على المصالحة بين الجانبين.
وقالت الوكالة اليوم الخميس إن الاتصال والاجتماع الذي سيليه يهدف “لتمهيد الأرضية لإعادة فتح السفارات والقنصليات بين البلدين”، حيث اتفقت السعودية وإيران في وقت سابق من الشهر الجاري على استعادة العلاقات بعد سنوات من انقطاعها.
ويأتي هذا التطور بالتزامن مع إعلان “بن فرحان” استعداد بلاده لاستعادة العلاقات مع سلطة اﻷسد، وعدم استبعاده ﻹمكانية إعادتها إلى مقعد سوريا بالجامعة العربية.
وتبادل الوزيران “التهنئة” بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، فيما ذكرت وكالة اﻷنباء الإيرانية “فارس” أن “عبد اللهيان” أكد استعداد إيران لتعزيز العلاقات مع السعودية، وأن الوزيرين اتفقا على الاجتماع في أقرب وقت ممكن وبدء استعدادات إعادة فتح السفارتين والقنصليات.
وكان الاتفاق بين السعودية وإيران، قد تم بوساطة صينية، بعد محادثات سرية أُعلن عنها فيما بعد وجرت في “بكين” بين كبار المسؤولين الأمنيين من البلدين الذين انقطعت العلاقات بينهما في 2016 بعد اقتحام سفارة السعودية في طهران على خلفية إعدام رجل دين شيعي في السعودية.
وأدى تصاعد النزاع في اليمن إلى تعقد العلاقات بين الجانبين، حيث تتهم الرياض طهران بالمسؤولية عن هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على منشآت نفطية في 2019، وهجمات على ناقلات نفط في مياه الخليج وهو ما تنكره إيران.
وأعلنت طهران يوم اﻷحد الفائت أن الرئيس “إبراهيم رئيسي” تلقى دعوة من الملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز” لزيارة الرياض، وأنه “رحّب بهذه الدعوة وأكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون”، فيما قال “أمير عبد اللهيان” إن البلدين اتفقا على اجتماع مقبل لوزيري خارجيتهما.
وكانت سلطة اﻷسد قد رحّبت بهذا التقارب بين الجانبين، والذي من المتوقع أن يتبعه دفع جهود التطبيع، حيث نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر خاصة وجود نية لدى المملكة لاستئناف العمل في قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق.
كما تحدّثت عن لقاء مرتقب لوزير خارجيتها باﻷسد في دمشق، مرجحةً أن ذلك سيكون بعد عيد الفطر المقبل، مؤكدةً أن “وساطة روسية إماراتية أفضت إلى تذليل العقبات” أمام الجانبين، في إشارة إلى السعودية وسلطة اﻷسد.
وأضافت أن هناك جهوداً روسية- إماراتية “بذلت في الغرف المغلقة”، تخللتها وساطة أفضت إلى حدوث تقدم في الملف وذلك “على خلفية التقارب السعودي – الإيراني”.