يتواصل الظهور اﻹعلامي لـ”السيدة اﻷولى” في محاولة لخلق صورة إيجابية عن سلطة اﻷسد، بينما يجري الحديث عن تجارة “الكبتاغون” الرائجة، ولا تزال ذكرى المجازر تمنع التغطية على ملفات الجرائم الكبرى بحق السوريين.
واستقبلت “أسماء اﻷسد”، اليوم السبت، أبطال تحدي القراءة العربي على مستوى سوريا للعام الماضي، ممن تأهلوا إلى نهائيات المسابقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث بدأت منذ عام 2015 أكبر مبادرة للقراءة في العالم العربي.
وكانت الطفلة السورية “شام البكور” المنحدرة من مدينة حلب، قد فازت بجائزة المركز اﻷول بالمسابقة لشهر تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، من بين عشرة أطفال سوريين شاركوا في الفعالية.
وحرصت “أسماء” على التقاط صور أثناء استقابلهم عقب عودتهم من اﻹمارات، حيث تحدّثت عن “النظر للمستقبل بعيون الحضارة والحداثة، وجذوره الضاربة في الأرض”.
يأتي ذلك بعد مرافقتها لزوجها في زيارته للإمارات مؤخراً، في خطوة هي اﻷولى من نوعها منذ عام 2011، حيث تعمل أبو ظبي على كسر عزلته.
وفي ملف آخر بمشاركة إماراتية أجرت “أسماء اﻷخرس” اتصالاً هاتفياً مع الطفلة السورية “شام الشيخ محمد” التي خرجت من تحت أنقاض الزلزال الذي ضرب الشمال السوري مؤخراً.
وبعد حملات إعلامية كبيرة قام بها معارضون وناشطون سوريون، تمّ تأمين علاج للطفلة السورية المصابة بمتلازمة الهرس في اﻹمارات، إلا أن “أسماء اﻷسد” حرصت على خطف اﻷضواء من الحدث الذي حظي باهتمام العالم.
أشارت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، في تقرير منذ أيام إلى سعي “السيدة اﻷولى” إلى تعزيز سيطرتها في مفاصل الدولة السورية، ولعب دور القيادي، على كافة المستويات.
وتصوّر زوجة اﻷسد التي شارفت على بلوغ الخمسين نفسها كراعية للأمهات وأسر العسكريين والأطفال المصابين بالسرطان والناجين من الزلزال.
ويؤكد 18 شخصاً “على دراية بأنشطة سلطة اﻷسد، بينهم رؤساء شركات وعمال إغاثة ومسؤولون حكوميون سابقون” للصحيفة، أنها تهتم في الحقيقة بتعزيز قوتها، حيث تتحكم في العديد من مستويات الاقتصاد، وتصنع السياسات وتجني الأرباح.
وبحسب المصدر فإن بصماتها تظهر بشكل واضح في عدة قطاعات، مثل العقارات والبنوك والاتصالات، عبر شركات وهمية وحسابات خارجية مملوكة لشركاء مقربين، حيث تترأس “المجلس الاقتصادي السري” التابع للرئاسة.
وتحرص “أسماء الأخرس”، التي ولدت ونشأت في لندن، على بناء شبكة من العلاقات مع النخبة والدبلوماسيين الغربيين، والذين ينظرون إليها على أنها “شخص يمكن أن يتحدث لبشار بعقلانية”، وفق “أندرو تابلر” المسؤول السابق في الحكومة الأميركية.
وكان حضور “أسماء” في المشهد العام قد تراجع مع تراجع سيطرة زوجها، إلا أنها عادت من جديد عقب التدخل الروسي الذي منح اﻷسد القوة.
وتهتم زوجة اﻷسد بالعلويين بشكلٍ خاص، وتشير تقديرات إلى أنها نجحت في استمالتهم إلى حدّ معين، من خلال “العمل الخيري”، حيث تبنت خطاباً مدروساً.
وكانت قد استولت على “جمعية البستان الخيرية” التابعة لـ”رامي مخلوف”، بعد طرده من إدارة شركة “سيرياتيل” للاتصالات، حيث عينت مقربين منها، وأسست شركة اتصالات جديدة.
ويقول قريب لها: “لكي يتم إنجاز أي عمل جديد اليوم، يجب أن تأخذ أسماء (وطاقمها) حصة”، كما هو الحال سابقاً في عهد “مخلوف”.
وباتت “أسماء” مسيطرة اليوم على ما تبقى من مقدرات السوريين المالية والاقتصادية، بدعم من زوجها وبتنسيق من أركان سلطته، فيما تحرص على مواصلة الظهور اﻹيجابي أمام أي إنجاز فردي للسوريين، لخطف اﻷضواء ونسب النجاح إلى سلطة اﻷسد.