يصادف الثلاثاء الحالي اليوم الدولي للتوعية بالألغام، حيث احتفت منظمة “الدفاع المدني السوري” بالذكرى، وأعلنت عن مواصلة أنشطتها لإزالة خطرها المحدق باﻷهالي، مؤكدةً إزالة أكثر من عشرين ألف ذخيرة حتى اليوم.
وأكدت المنظمة على التزام فرقها في رفع مستوى الوعي بالمخاطر المرتبطة بالألغام والذخائر غير المنفجرة، حيث يعيش ملايين المدنيين في سوريا في مناطق موبوءة بالألغام والذخائر نتيجة سنوات من قصف سلطة اﻷسد وروسيا.
ولا يقتصر خطر المعارك والقصف على الأثر المباشر واللحظي الذي ينجم عنها وما يرافقه من قتل وجرح للمدنيين وتدمير للبنية التحتية، بل يمتد ويبقى لأمد طويل، فأي قذيفة أو صاروخ لم ينفجر، أو لغم، سيكون بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر بأية لحظة وتسبب كارثة إن لم يتم التعامل معها قبل فوات الأوان، بحسب ما ذكرته “الخوذ البيضاء“.
وتشكل مخلفات الحرب تهديداً كبيراً على حياة السكان، وموتاً موقوتاً طويل الأمد، وتؤثر بشكل مباشر على استقرار المدنيين والتعليم والزراعة وعلى حياة الأجيال القادمة وخاصة الأطفال لجهلهم بماهية هذه الذخائر وأشكالها وخطرها على حياتهم.
وتتعامل فرق الدفاع المدني مع هذا الواقع لإزالة مخلفات الحرب وتوعية المدنيين بخطرها، وقد تمكنت منذ بداية عمل فرق uxo من إزالة أكثر من 24 ألف ذخيرة من مخلفات الحرب منها نحو 22 ألف قنبلة عنقودية.
وتوجد أنواع أخرى من مخلفات الحرب تكون على سطح الأرض، وأنواعٌ أخرى كقنابل الطائرات مدفونة تحت سطح الأرض بعدة أمتار مما يجعل من إزالتها أمراً صعباً.
وتختلف إزالة الذخائر غير المنفجرة عن الألغام، إذ إنّ الألغام زرعت بغرض التسبب بإصاباتٍ، بينما تكون الذخائر غير المنفجرة عبارةً عن أدواتٍ فشلت في أداء عملها، فقد لا تنفجر أبداً أو قد تنفجر بأية لحظة ولا يمكن تحديد مدى تأثيرها وخطرها على ما حولها.
ووثقت فرق الذخائر في “الدفاع المدني السوري” طوال السنوات الماضية، استخدام سلطة الأسد وروسيا أكثر من 60 نوعاً من الذخائر المتنوعة في قتل المدنيين منها 11 نوعاً من القنابل العنقودية المحرمة دولياً.
وتنتشر مخلفات الحرب في عموم مناطق سوريا التي باتت ساحة لتجريب واختبار الأسلحة الروسية، فحجم الترسانة العسكرية الهائل التي تم قصف المدنيين فيها، كبير جداً وانتشرت مخلفات الحرب في المدن والقرى وفي الأحياء السكنية وفي الأراضي الزراعية.
ولا يقتصر خطر مخلفات الحرب بما تخلفه من ضحايا فقط، فلها آثار أخرى إذ تمنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وتشكل خطراً على حياتهم، وتمنع الصناعيين من العمل في بعض الورشات التي طالها القصف، كما تؤثر تلك المخلفات على عودة السكان لمنازلهم ولاسيما في المناطق التي تعرضت للقصف بشكل مكثف.
وتنتشر مخلفات الحرب بشكل كبير في جميع أنحاء شمال غربي سوريا، وتكثر في منطقة سهل الغاب وقرب مدينة جسر الشغور والمناطق الشرقية لمدينة إدلب (سرمين – بنش – تفتناز) وجنوب إدلب في جبل الزاوية، وريف حلب الغربي، ومنطقة الباب وعفرين في ريف حلب.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أمس عن دعمها لقوات “قسد” بعشرات ملايين الدولارات، من أجل تمويل إزالة اﻷلغام في شمال شرق سوريا.