أعلن المجلس الوطني الكردي في سوريا (ENKS) المنضوي في صفوف الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة، أنه أرسل وفداً من ممثليه للقاء مسؤول الملف السوري في وزارة الخارجية التركية بأنقرة، وبحث تداعيات المجزرة التي شهدتها “جنديرس” مؤخراً قرب “عفرين” في ريف حلب.
وبحسب إعلان المجلس فقد ناقش الوفد بمشاركة من نائب رئيس الائتلاف “عبد الحكيم بشار” واثنين من أعضاء اللجنة السياسية للائتلاف؛ هما “شلال كدو” و”زهير محمد” مجزرة “جندريس” و”انتهاكات الفصائل المسلحة في عفرين خلال السنوات الخمسة الماضية من سيطرة تركيا وفصائل سورية مسلحة على تلك المنطقة”.
وقال “كدو”، لشبكة “رووداو” للأخبار إنه جرى اعتقال 4 أشخاص مسؤولين عن مقتل المدنيين الكرد، فيما بقي اثنان آخران طليقين، وإن الوفد طلب من المسؤولين الأتراك “معاقبة مرتكبي جريمة جنديرس من قبل تركيا، لأنهم لا يثقون في المحاكم والأحكام في عفرين”.
واعتبر “كدو” أن “المحاكم في عفرين ليست محلاً للثقة، بسبب أن الجهات المسيطرة على المنطقة هناك يمكنها التلاعب بالأحكام وإطلاق سراح المتهمين بطرق ملتوية”، على حدّ تعبيره، فيما أوضح الجانب التركي أنه “يتابع عن كثب هذه المسألة”، حيث أبلغ الوفد بأنهم “سيعملون على معاقبة الجناة”.
وأضاف “شلال كدو” أنهم أبلغوا المسؤولين الأتراك بأن “بعض الجماعات المسلحة، مثل الحمزات والعمشات والشرقية، تقوم بأنشطة إرهابية، ويجب إخراجهم من المناطق الكردية”.
وفي حديث آخر لشبكة “باسنيوز” قال “كدو” إن المجلس “طالب الجانب التركي بإخراج السلاح وكذلك المسلحين من كافة المدن والقرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية وخاصة المدن والقرى الكردية، لأن بقاء السلاح والمسلحين في الشوارع سوف يؤدي إلى انفجار الوضع”.
وكان أربعة مدنيين من عائلة واحدة، قد لقوا حتفهم على أيدي مسلحين من فصائل المنطقة، على خلفية احتفالهم بعيد “النوروز” أمام منزلهم، مما أثار موجة احتجاجات عارمة من قبل المدنيين في المنطقة.
وطالبت المعارضة السورية بمحاسبة المتورطين، ووضع حد للتجاوزات وإنهاء حالة الفصائلية، وسط مظاهرات شارك فيها الكرد والعرب من أبناء المنطقة والنازحين.
يشار إلى أن الوفد ذاته اجتمع خلال اﻷسبوع الماضي بمسؤولي الملف السوري في القنصليتين الأميركية والفرنسية في إسطنبول.
وبحسب المصدر نفسه فقد تم اللقاء مع وفد أمريكي رفيع المستوى في مدينة إسطنبول ومناقشة جريمة “جنديرس”، و”دوافعها العنصرية وتداعياتها ونتائجها الوخيمة على الجميع”، وطالب الوفد الولايات المتحدة الأمريكية بـ”ممارسة الضغط على الحكومة التركية وكذلك على المعارضة السورية لإنزال أشد العقوبات على المجرمين” ﻷن ذلك لا يصب إلا في صالح سلطة اﻷسد، كما “طلب وفد المجلس مساعدة الفرنسيين حول هذا الملف لإنزال أشد العقوبات بحق هؤلاء المجرمين”.