قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في تقريرٍ لها، أمس الجمعة، إن الإدارة الأمريكية نسيت أمر سوريا، وسلّمت روسيا القيادة الدبلوماسية في الملف السوري.
وبحسب الصحيفة، فإن واشنطن غضت الطرف عن ترحيب دول الخليج بعودة رئيس السلطة “بشار الأسد”، إلى الحظيرة الدبلوماسية.
واعتبرت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن”، نسيت أمر سوريا، معللةً ذلك بأن التحركات الوحيدة التي نفذتها مؤخراً أتت على شكل استجابة للزلزال المُدّمر، أو رداً على استهداف القواعد الأمريكية هناك.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة لديها العديد من الأمور التي يمكن القيام بها، بل يجب عليها أن تفعلها لتمنع تحول المصيبة السورية إلى وضع كارثي أكثر.
ورأت الصحيفة أن واشنطن ترتكب خطأ فادحاً، في حال سمحت للجهات الفاعلة الإقليمية بإعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع سلطة الأسد.
ووفق الصحيفة، فإنه من المغري بالنسبة لأي إدارة أمريكية أن ترفع يديها استسلاماً عندما يتعلق الأمر بسوريا، إلا أن الاستراتيجية الحالية القائمة على الإهمال السلبي للقضية السورية ليست باستراتيجية مستقرة ولا دائمة.
وتابعت: “إذ في حال استمرت النزعات الحالية، فإن تنظيم الدولة سيعاود الظهور، وستتحول حالة التوتر بين فصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري إلى حمام دم”.
كما ستبسط إيران وروسيا نفوذهما – حسب الصحيفة – و”سيعاني ملايين السوريين الذين نزحوا في الداخل، ولن يعود الملايين من اللاجئين إلى بلدهم. وسترحب دول الخليج بفكرة التقرب من الصين، وستواصل سلطة الأسد مذابحها، وسيدرك كل من يرغب مستقبلاً بالتحول إلى جزار يقتل الملايين من الناس بأن المحاسبة لن تكون له بالمرصاد”.
واختتمت “واشنطن بوست” تقريرها، بأن الأمر قد يسوء أكثر في سوريا في حال استمرار تراجع الاهتمام والتدخل الأمريكي، مؤكدةً أن عدم وجود استراتيجية تجاه الملف السوري لدى إدارة “بايدن” لا يعفيها من مسؤولية ما سيترتب من عواقب من جراء تقاعسها وعدم قيامها بأي شيء.