كشفت صحيفة (Politico) الأميركية عن عملية إعادة ترتيب واسعة قد يقوم بها تنظيم الدولة، داخل مراكز الاحتجاز الخاضعة لسيطرة قوات “قسد“، ما لم يتم إنهاء ملف الاحتجاز المستمر منذ سنوات.
ويوجد نحو 65 ألف شخص، من بينهم 10 آلاف مقاتل متمرس، في مقرات احتجاز مؤقتة بشمال شرقي سوريا، فيما ترفض الدول المعنية استعادتهم وإجراء محاكمات ﻹنهاء ملفهم.
وبحسب الصحيفة فإن التنظيم “برع في استخدام الدعاية، وتمكن من تجنيد نحو 50 ألف مقاتل أجنبي من عشرات الدول، وتحول بعد إعلانه قيام ‘دولة الخلافة الإسلامية’ إلى حركة عالمية تنشط في كل القارات”.
وأضافت أنه عندما قادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لمواجهته، “شن التنظيم حملة من الهجمات الانتقامية” على نطاق العالم “غيّرت الأمن الدولي”، فيما أبقت الولايات المتحدة قوة مؤلفة من 900 جندي أميركي في شمال شرقي سوريا في السنوات التي أعقبت هزيمة تنظيم الدولة.
ويحتل الجيش اﻷمريكي بالتعاون مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ثلث البلاد، حيث يقوم الجنود الأميركيون “بدور حيوي في دعم قوات سوريا الديمقراطية عبر توفير شبكة مراقبة جوية، وتنسيق تحركات أكثر من 100 ألف من مقاتليها، من أجل مكافحة تنظيم الدولة”، بحسب “تشارلز ليستر” الباحث في معهد الشرق الأوسط، وهو معد التقرير.
وقال “ليستر” إنه زار شمال شرقي سوريا برفقة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال “إريك كوريلا”، حيث “كانا شاهدين على التهديد المتواصل والواضح الذي تشكله المليشيات المدعومة من إيران”.
وأضاف أن الأولوية القصوى بالنسبة ﻷمريكا هي مواجهة التهديدات التي تشكلها إيران، والتي تجلت في الهجوم بطائرة مسيرة “انتحارية” إيرانية الصنع على قاعدة أميركية بشرق سوريا في 23 مارس/آذار الجاري.
ومضى بالقول إن القيادة الأميركية “أوضحت أن التصدي لتنظيم الدولة ومنعه من العودة مجدداً يعد ثاني أهم أولوياتها في الشرق الأوسط”، حيث أن ردع طهران بات أولوية.
وذكر أن هناك أكثر من 10 آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة المتمرسين يقبعون في 26 سجناً مؤقتاً من سجون “قوات سوريا الديمقراطية”، وأن هناك 54 ألف امرأة وطفل يقيمون في معسكرات احتجاز قسرية.
وكانت الولايات المتحدة قد أودعت قبل 21 عاماً، 780 سجيناً في معتقل “غوانتانامو”، عقب غزوها ﻷفغانستان، ولا يزال 31 منهم قابعين فيه حتى يومنا هذا، ما يعني أن العدد الكبير لمقاتلي تنظيم الدولة يشكل أكبر أزمة تواجهها واشنطن على هذا الصعيد.
وأكدت (Politico) أن هناك 13 سجناً لعناصر التنظيم، تشبه معتقل “غوانتانامو” بسعته الأصلية في الصحراء السورية، يضم 65 ألف شخص من 55 دولة.
ويرى “ليستر” أن عودة اﻷجانب من التنظيم إلى بلدانهم الأصلية لمحاكمتهم أو “إعادة تأهيلهم ودمجهم” هو الحل الوحيد، لكن “الولايات المتحدة تواجه تحديات لوجيستية كبيرة تجعل القيام بذلك من الصعوبة بمكان”.
وتؤدي الضغوط السياسية الداخلية التي تطالب بسحب القوات الأميركية من سوريا؛ إلى زيادة تعقيد الملف أي أن هناك “حاجة مُلحّة إلى تعاون دولي كبير لمواجهة أزمة المعتقلين، والحيلولة دون عودة تنظيم الدولة بقوة إلى سوريا”.
وكان القائد العام لحلف الناتو قد أكد في تصريح له خلال الصيف الماضي، أن نشاط تنظيم الدولة في سوريا يأخذ منحىً تصاعدياً بعد سنوات من إعلان هزيمته.
ويشن مقاتلو التنظيم الموزّعون على جيوب في البادية السورية ضربات مستمرة ضد الميليشيات اﻹيرانية وقوات سلطة اﻷسد، حيث تعتمد أسلوب الكمائن والهجمات المباغتة.