انتقد الجيش اﻷمريكي سلوك القوات الجوية الروسية “الاستفزازي”، في جنوب شرق سوريا، داعياً للعودة إلى اتفاق التنسيق المبرم بين الجانبين، من أجل تجنب “التصعيد”.
وقال “اللفتنانت جنرال” “أليكسوس غرينكويتش” قائد القوات الجوية التابعة للقيادة المركزية الأميركية، في حديث لإذاعة “بي بي سي” البريطانية، اليوم الخميس، إن الطائرات الحربية الروسية اخترقت المجال الجوي للقاعدة المذكورة في جنوب شرق سوريا 25 مرة منذ مطلع هذا الشهر وحتى تاريخ أمس، أي بمعدل يفوق المرة الواحدة في اليوم.
وتأتي أهمية القاعدة من وقوعها على المثلث الحدودي بين العراق وسوريا والأردن، وعلى الطريق الدولي الواصل بين العاصمتين دمشق وبغداد، حيث تعيق اﻹمدادات اللوجستية بين إيران وميليشياتها وكل من روسيا وسلطة اﻷسد.
وكانت الطائرات الروسية قد شنت عدة غارات على مواقع قريبة من المعبر، على مدى اﻷشهر الماضية، وسط خلافات مستمرة مع الجانب الأمريكي.
ولفت “غرينكويتش” إلى أن طائرات روسية مسلحة حلقت أمس فوق المنطقة “منتهكة بذلك اتفاقاً عمره 4 سنوات بين الولايات المتحدة وروسيا، مما يخاطر بالتصعيد”، موضحاً أن التحليق يحدث على ارتفاع منخفض فوق الوحدات الأميركية في “التنف”.
وأكد الجنرال الأميركي أن واشنطن منزعجة من هذا الأمر، مضيفاً: “يبدو أن الروس قد تخلوا خلال الأشهر العديدة الماضية عن مبدأ البروتوكولات هذا”، وأنهم “يصرون على بقاء الولايات المتحدة بعيداً عن الوحدات البرية الروسية”.
وشدّد على أن الولايات المتحدة ملتزمة بتلك المسافة مع الروس، لكنهم “حلقوا مباشرة فوق القوات الأميركية الموجودة على الأرض في جنوب سوريا”، وهو “اتخاذ موقف أكثر عدوانية”.
ووصف “غرينكويتش” السلوك الروسي بأنه “استفزازي” معتبراً أنه “يأتي في توقيت غريب”، ومرجحاً أنه يهدف للضغط على الوجود العسكري الأميركي في سوريا.
وتسيطر الولايات المتحدة على القاعدة بالتعاون مع التحالف الدولي منذ آذار/ مارس من عام 2016، وبالتنسيق مع مجموعة مسلحة محلية سورية.
ويوجد بالقرب من المنطقة المعروفة بمنطقة “الـ55 كيلو” مخيم كبير يضم عشرات آلاف السوريين المحتجزين منذ سنوات في صحراء “الركبان” والذي تحاول روسيا وسلطة اﻷسد قطع اﻹمدادات عنه لتفكيكه وإجبار قاطنيه على تسليم أنفسهم.