أعلنت القوات اﻷمريكية التي تقود التحالف الدولي في جنوب شرقي سوريا عن تعرضها لهجوم بطائرات مسيّرة مجهولة الهوية، مما أدى ﻹصابة عنصرين من مجموعة “جيش المغاوير” المرتبطة بها، ووقوع خسائر مادية.
وقالت قيادة القوات المركزية الأمريكية “سنتكوم”، في بيان نشرته مساء أمس الجمعة، إن قاعدة “التنف” العسكرية التي يتمركز فيها جنود أمريكيون عند المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، قرب “منطقة الـ55” في البادية السورية، تعرّضت لهجوم بـ3 طائرات مسيرة انتحارية، صباح أمس.
وكانت المنطقة قد شهدت، الصيفَ الماضي، هجماتٍ جويةً بطائرات مقاتلة روسية، فضلاً عن سقوط قذائف مصدرها مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات اﻹيرانية، مما أثار استياء القوات اﻷمريكية التي دعت حينها إلى تجنّب التوتر والاحتكاكات والتركيز على “محاربة اﻹرهاب” في المنطقة.
وقال بيان “سنتكوم” أمس، إن قوات التحالف الدولي ضدّ تنظيم “الدولة” في “التنف” بقيادة واشنطن، أسقطت مسيرتين، في حين أصابت الثالثة القاعدة العسكرية، دون مزيد من التفاصيل حول حجم الخسائر.
وأضاف أن عنصرين من “جيش المغاوير” التابع إلى التحالف الدولي، ُنقِلا على إثر الهجوم للمستشفى، في حين لم تسجل أي إصابات في صفوف القوات الأمريكية.
وأعرب المتحدث باسم القيادة المركزية الكولونيل “جو بوتشينو” عن رفضه للهجوم دون تحديد مصدره، قائلاً إن “هجمات من هذا النوع غير مقبولة، وتعرّض قواتنا وشركاءنا للخطر، كما تشكل خطراً على جهود التحالف الدولي في مكافحة تنظيم الدولة”.
وكانت عدة هجمات سابقة قد استهدفت القوات اﻷمريكية في شمال شرقي البلاد من قبل الميليشيات التابعة ﻹيران، بما في ذلك الصواريخ والطائرات المسيرة، وردّت القوات اﻷمريكية على بعض تلك الهجمات بسلسلة غارات جوية، محذرةً من تكرارها.
إلى ذلك؛ حذرت القيادة المركزية الأمريكية، في بيان آخر منفصل، مما أسمته “الخطر الناجم عن نحو 10 آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة”، المحتجزين في شمال شرق سوريا، منوهةً بأن الكثير من المعتقلين ليسوا من أصول سورية.
ولفتت “جو بوتشينو” إلى وجود “جيش من معتقلي تنظيم الدولة”، حيث لايزال خطرهم قائماً، معتبراً أنه يجب ضمان بقاء مراكز الاحتجاز “آمنة وإنسانية”، تحت سيطرة “الشركاء” في إشارة إلى قوات “قسد”.
ودعا الدول المعنية لاستعادة مواطنيها اﻷجانب المعتقلين في سوريا لمحاكمتهم، حيث يوجد عشرات اﻷلوف من جنسيات مختلفة.
وكان عناصر من تنظيم “الدولة” قد شنوا هجوماً قوياً في العشرين من كانون الثاني من العام الماضي، على سجن الصناعة الذي يضم محتجزين تحت سيطرة “قسد” في الحسكة.