تفاقمت أزمة المواصلات خلال اﻷيام الماضية في محافظة السويداء، جنوبيّ البلاد، بينما بدأ بنزين الأوكتان ينفد من محطات العاصمة دمشق، في ظل تراجع مستمر لسعر صرف الليرة، وتصاعد اﻷزمة المعيشية للسوريين.
وذكر موقع “السويداء 24” أن الازدحام يزداد على مختلف خطوط النقل في الريف والمدينة، حيث يتجمع العشرات يومياً في انتظار وسائل النقل، لا سيما بعد الساعة الواحدة، وقت الذروة الذي ينصرف فيه الموظفون والطلاب، مع ارتفاع كبير في إيجارات السيارات.
ونقل الموقع عن أحد الموظفين في مدينة “السويداء” وهو من أهالي “شهبا” بريف المحافظة، أنه قدم استقالته من الوظيفة، ﻷن “الوضع لم يعد محمولاً” مبيناً أنه يصرف راتبه الشهري على أجرة المواصلات فقط.
وأكد سائقون في المحافظة وجود عملية سرقة لجزء من مخصصاتهم، “لا يعلمون أين تختفي ولصالح من تذهب هذه الكميات؟”، بحسب المصدر.
وقال ستة من السائقين، إن ما لا يقل عن 25% من مخصصاتهم الشهرية، تُخصم من بطاقاتهم، ولا يحصلون عليها، منذ حوالي سنة، مؤكدين أن المخصصات التي يتم تخفيضها بشكل دوري، بالكاد تكفي الآلية لرحلة ذهاب واياب واحدة يومياً، وتساءلوا: “أين تذهب بقية المخصصات ؟ وهل تتم سرقتها لتعويض نقص وسرقة في ملف المحروقات ؟”.
ونقل تقرير الموقع عن أحد السائقين قوله: “منذ 8 شهور يسرقون مخصصاتنا، هذه السرقة فقط في السويداء، والمخصصات موجودة على بطاقاتنا ولا نحصل عليها، الخط الذي نعمل عليه مخصصاته 420 ليتر، والآليات تحصل على 300 ليتر فقط، أين الباقي ؟ كانت المشكلة تُعلق على خالد طيفور مدير النقل السابق، ومنذ شهرين أُقيل طيفور والسرقة مستمرة، من المسؤول إذن ؟”.
وفي دمشق توقفت محطات بنزين الأوكتان الخاصة عن العمل ضمن المدينة خلال الساعات الماضية، بسبب نقص التوريدات بحسب تصريحات المسؤولين عن المحطات.
وأكد موقع “صوت العاصمة“، اليوم الثلاثاء، أن هناك أنباءً عن نية سلطة اﻷسد رفع سعر المادة قريباً، وذلك بحسب “مصادر خاصة”.
ويأتي ذلك فيما يعاني المزارعون في عموم المناطق وخصوصاً بالساحل من صعوبات كبيرة في ريّ محاصيلهم، بسبب قلة وارتفاع أسعار الديزل، مع الانقطاع المستمر بالكهرباء، وذلك وفقاً لصحيفة “الوطن” الموالية للأسد، وقد خففت اﻷمطار الغزيرة التي سقطت مؤخراً على المنطقة من حدّة اﻷزمة، عقب خمسة أسابيع من انقطاعها اﻷمر الذي هدّد بخسارة محاصيل عدّة.
يشار إلى أن قطاعات صناعية وحيوية عديدة مهدّدة بالشلل التام، ومن أبرزها المداجن التي توقف أكثر من 65% منها عن العمل خلال العام اﻷخير فقط، كما تعاني قطاعات النسيج والدواء والصناعات المختلفة أوضاعاً صعبة.