أكد عضو هيئة القرار والتنفيذ المركزي لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، “أورهان ميري أوغلو”، أن حكومة بلاده ترفض مناقشة ملف الانسحاب من سوريا كشرط للتطبيع مع سلطة اﻷسد، ما لم يتم حل قضية قوات “قسد” في الشمال السوري، مستبعداً حدوث لقاء بين بشار اﻷسد والرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”.
ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء، يوم الخميس الماضي، عن مصدر تركي تأكيده تأجيل اجتماع رباعي كان مقرراً في السادس عشر من الشهر الجاري، بين نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران وسلطة اﻷسد، مرجعاً ذلك إلى “أسباب فنية”، دون ذكر إيضاحات.
وأتى اﻹعلان التركي بعد نشر وكالة “سبوتنيك” الروسية تصريحات للأسد قال فيها إن التطبيع مع تركيا “مرهون بالوصول إلى مرحلة تكون فيها جاهزة بشكل واضح وبدون أي التباس للخروج الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم الإرهاب وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل بدء الحرب”.
وأضاف: “هذه هي الحالة الوحيدة التي يمكن عندها أن يكون هناك لقاء بيني وبين أردوغان.. عدا عن ذلك، ما هي قيمة هذا اللقاء؟ ولماذا نقوم به إن لم يكن سيحقق نتائج نهائية بالنسبة للحرب في سوريا؟”.
واعتبر “ميري أوغلو” في تصريح إلى الوكالة نفسها أن “شروط سلطة اﻷسد بشأن المفاوضات غير مناسبة لتطبيع العلاقات“، مضيفاً: “لا يجوز رفع سقف المطالب في العلاقات الدبلوماسية مع بداية المحادثات، في حال كانت الأطراف المتفاوضة تنوي المصالحة والتفاهم وإيجاد حل للخلافات”.
وأكد أن “بدء الأسد بوضع شروط مسبقة للمحادثات مع تركيا، يعطي الأخيرة حق مطالبته بالكف عن دعم قوات سوريا الديمقراطية”، منوهاً بأن قواته “تدير جزءاً من الأراضي السورية بالتعاون مع وحدات حماية الشعب (قسد)، إذاً ما هو موقع التنظيم المسلح لقوات سوريا الديمقراطية بالنسبة لقوات سلطة اﻷسد؟”.
وبحسب مصادر إعلامية موالية لسلطة اﻷسد، فإن اﻷخيرة يرفض لقاء أردوغان قبل الانتخابات المقررة في أيار المقبل ﻷنه يرى أن ذلك سيدعم حظوظه في الفوز.
واعتبر السياسي التركي أن الحديث عن اللقاء بين الرئيس التركي أردوغان والأسد، لا يزال في مرحلة التأهيل، و”لكي يتحقق هذا اللقاء يجب على الطرفين استخدام عبارات تعبر عن نيتهما المصالحة والتقارب”، ومؤكداً أن “احتمال عقد اللقاء، قبل الانتخابات التركية ضعيف جداً، أما بعد الانتخابات، فسيتضح بحسب نتائجها وتوازناتها”.
وأضاف بالقول: “في حال فوز تحالف الشعب ومرشحه للانتخابات الرئاسية، كمال كيليتشدار أوغلو، فسيتبع سياسة خارجية مختلفة عن سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية الحالية، حيث يتعهد تحالف الشعب، بالانسحاب من جميع الدول التي تطمح تركيا لتعزيز علاقاتها معها وتعتبرها شريكة لها، أما في حال فوز أردوغان في الانتخابات الرئاسية، سنواصل سياستنا الخارجية كما هي حالياً”.
إلا أن الموضوع الأهم – وفقاً ﻷوغلو – هو “كيف ستبدو تركيا بعد الانتخابات أمام العالم؟ فهناك دول عديدة تريد تغيير السلطة في تركيا، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية وجزء من دول أوروبا وبعض اللاعبين الإقليميين، في مقدمتهم الأسد”.
وأكد أن “انسحاب الجيش التركي من الأراضي السوري، غير وارد، طالما تستمر العلاقات بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي (قسد)، وتأثير حزب العمال الكردستاني على عليها وعلى إستراتيجيتها في الإدارة”.
يشار إلى أن وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” وصل القاهرة اليوم تلبية لدعوة نظيره “سامح شكري”، في “زيارة تاريخية” هي الأولى منذ 11 عاماً، وبحث معه هناك الملف السوري.