أعلن الرئيس التونسي “قيس سعيد”، عزمه على تطبيع العلاقات مع سلطة اﻷسد، بعد نحو 11 عاماً من القطيعة، بالتوازي مع اتجاه دول عربية عدّة لاتخاذ خطوة مشابهة.
وكان الرئيس السابق “المنصف المرزوقي” قد أمر بقطع العلاقات مع سلطة اﻷسد وإغلاق السفارة بدمشق مع سحب البعثة الدبلوماسية، منذ عام 2012، بسبب الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.
ومع وصول “سعيّد” إلى السلطة بدعم من العسكر، بدأ يتّخذ خطوات تدريجية نحو استعادة العلاقات مع سلطة اﻷسد، منذ عام 2017، منها إعادة بعثة دبلوماسية محدودة، واستئناف حركة الطيران.
وقال مساء أمس الجمعة، إنه عازم على التطبيع الكامل، وجاءت تصريحات الرئيس التونسي خلال لقائه بوزير الخارجية “نبيل عمار”، حيث نشرت الرئاسة مقطع فيديو مصور تداولا خلاله الحديث عن الموضوع.
إقرأ المزيد: قنصلي تونسي يتهجّم على الثورة السورية
وقال “سعيد”: إنه “ليس هناك ما يبرر ألا يكون هناك سفير لتونس لدى دمشق وسفير للجمهورية العربية السورية لدى تونس”، حسب وصفه، مضيفاً أن “مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم”.
واعتبر أن حكومته تتعامل مع “الدولة السورية” في إشارة إلى سلطة اﻷسد، وأنه “لا دخل لها إطلاقاً في اختيارات الشعب السوري”، في تعليقه على اتصال هاتفي بين وزير خارجيته “عمار” ونظيره في سلطة اﻷسد “فيصل المقداد”.
واعتبر الرئيس التونسي أن “هناك جهات كانت تعمل على تقسيم سوريا لمجموعة من الدول منذ بداية القرن 20″، مدعياً أن تلك الجهات لن تقبل بعودة العلاقات لطبيعتها.
وذكر “عمار” أنه أكد بشكل مشترك مع “المقداد” على رغبة الجانبين في عودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي عبر ترفيع مستوى التمثيل الدبلوماسي.
وأشاد الوزير التونسي بالعلاقات مع سلطة اﻷسد، وبتوجيهات رئيسه في هذا اﻹطار، مؤكداً أن المرحلة القادمة ستشهد تبادل زيارات لمسؤولي “البلدين”.
وكانت الرئاسة التونسية قد أعلنت في بيان نشرته في التاسع من الشهر الماضي أن “سعيّد” قرر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لبلاده لدى سلطة اﻷسد.
يُذكر أن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أكد منذ أيام أن بلاده لا تقف ضدّ جهود التطبيع مع اﻷسد، لكنه اعتبر أن من المبكر الحديث عن إمكانية عودته إلى القمة العربية المقبلة في الرياض.