أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من إمكانية “تعطل تدفق المساعدات الإنسانية إلى سوريا” لفترة طويلة، جراء قصف مطار حلب الدولي، وخروجه عن الخدمة، بينما تحدثت اﻷمم المتحدة عن “تداعيات خطيرة” على المدنيين في حلب.
ولم تعلّق القوات اﻹسرائيلية على الهجوم لكنّ موقع “ألما” المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية قد كشف في تقرير نشره يوم الثلاثاء الفائت، أن قصف مطار حلب جاء بعد معلومات استخبارية تشير إلى وجود أسلحة متطورة نقلتها إيران؛ منها طائرات من دون طيار كانت في مطار النيرب، وتمّ تمويهها في شاحنات للأغذية و”المساعدات اﻹنسانية”.
وقال “نيد برايس” المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أمس اﻷربعاء، إنه لا يستطيع تحديد المسؤول عن الضربة الجوية التي تمت قبل فجر يوم الثلاثاء، لكنه اعتبر أن “أي تعطل طويل الأمد لتدفق المساعدات الإنسانية سيكون مصدر قلق للولايات المتحدة”.
وأكدت الخارجية اﻷمريكية، في بيانات سابقة، رفضها لاستغلال الكارثة اﻹنسانية في دعم سلطة اﻷسد، مشدّدةً على رفض قيام أية جهة بتطبيع علاقاتها معه، كما حذّر مجلس النواب اﻷمريكي من تحويل “المساعدات اﻹنسانية” إلى مصدر تمويل لميليشيات اﻷسد.
من جانبه ادعى “فرحان حق” نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي مساء أمس، أن إغلاق المطار قد يكون له “تداعيات إنسانية خطيرة على سكان حلب، إحدى أسوأ المحافظات السورية تضرراً من الزلزال، كما قد يؤثر أيضاً على الفئات الأكثر عرضة للخطر بين السكان والتي هي في حاجة لمساعدات إنسانية”.
وأضاف أنه تم تعليق رحلات الخدمة الجوية الإنسانية للأمم المتحدة إلى حلب، مشيراً إلى أن هذه الرحلات تنقل موظفي إغاثة و”إمدادات حيوية لإنقاذ الأرواح”، داعياً إلى “استئنافها دون تأخير”.
كما دعا المسؤول اﻷممي أيضاً “جميع الأطراف إلى الالتزام بتعهداتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك اتخاذ كافة الاحتياطيات الممكنة لحماية المدنيين والممتلكات المدنية أثناء الأعمال القتالية”.
وكانت العديد من المنظمات السورية قد حذّرت اﻷمم المتحدة من استمرارها في ضخ المساعدات إلى سلطة اﻷسد، مؤكدةً أنها تصب في صالح الميليشيات التي تقوم بسرقة معظمها.
وانتقدت هذه المنظمات ضعف الاستجابة اﻹنسانية في الشمال الغربي الذي تحمّل الجزء اﻷكبر من عواقب الكارثة، فيما تواصل قوات سلطة اﻷسد قصف المنطقة المكتظة بالنازحين.