وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استغلال سلطة اﻷسد لكارثة الزلزال في نهب المساعدات الإنسانية والدعاية السياسية لغرض إعادة العلاقات معه، مشيرةً إلى استمراره في ارتكاب الجرائم ضدّ المدنيين، خلال شباط/ فبراير الماضي.
وأكد التقرير وقوع عمليات الاعتداء على الأعيان المدنيَّة، مستنداً في معلوماته على “المراقبة المستمرة للحوادث والأخبار”، وبالاعتماد على “شبكة علاقات واسعة مع عشرات المصادر المتنوِّعة”، إضافةً إلى “تحليل عدد كبير من الصور والمقاطع المصورة”.
وسجَّلت الشبكة مقتل 81 مدنياً، بينهم 8 أطفال و4 نساء، خلال الشهر الماضي، معظمهم قضوا على يد سلطة اﻷسد، من بينهم 2 من الكوادر الطبية، و4 أشخاص ماتوا بسبب التعذيب، وذلك على يد “أطراف النزاع والقوى المسيطرة” في سوريا، باﻹضافة لوقوع ما لا يقل عن مجزرة واحدة.
وجرت 137 حالة اعتقال تعسفي على اﻷقل، خلال شباط، ومن بين المحتجزين 6 أطفال و 3 نساء، تم تسجيلهم على يد “أطراف النزاع والقوى المسيطرة” في سوريا، وكانت النسبة الأكبر منها على يد سلطة اﻷسد في محافظات ريف دمشق فدمشق ثم درعا.
كما أشار التقرير إلى ارتفاع حصيلة الضحايا الذين ماتوا تحت الأنقاض لتأخر وصول المساعدات الأممية إلى المنطقة ودخولها بعد أربعة أيام من الكارثة، مضيفاً أن ما وقع تسبب بتشريد ما لا يقل عن 160 ألف سوري معظمهم نازحون سابقاً.
كما أكد على استغلال سلطة اﻷسد لكارثة الزلزال منذ الأيام الأولى سياسياً واقتصادياً، منوهاً بأن جهات حقوقية حذرت من النهب الذي تقوم به للمساعدات الإنسانية إلى ضحايا الزلزال، والتي لم يرسل منها إلى قاطني المناطق الخارجة عن سيطرته على الرغم من الأضرار الجسيمة التي لحقت بتلك المناطق.
وبحسب الشبكة فقد عمدت سلطة اﻷسد لاغتنام هذه الكارثة للتغطية على الدمار الذي تسببت به عملياته العسكرية على المناطق التي استعاد سيطرته عليها فقام بعمليات هدم لمئات الأبنية بذريعة تصدعها جراء الزلازل.
ورغم أن شباط شهد انخفاضاً نسبياً في عمليات القصف المدفعي على منطقة إدلب في شمال غرب سوريا، فقد استمرت الضربات مع التركيز على قرى وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي وسهل الغاب في ريف حماة الغربي وريف اللاذقية الشمالي، القريبة من خط التماس.
ووثق التقرير مجزرة ارتكبتها الميليشيات الإيرانية الموالية للأسد بإطلاقها الرصاص على 40 شخص على الأقل، تم العثور على جثامينهم في 17/ شباط، في منطقة تقع شرق بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، بسبب خلافات على احتكار جني محصول الكمأة.
يشار إلى استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدمي والأمني في مناطق سيطرة اﻷسد خلال شباط، حيث تسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6/ شباط بأضرار كبيرة أدت لغياب معظم الخدمات، حيث انقطعت الكهرباء عن العديد من المناطق والأحياء، كما تسبب الزلزال في انهيارات لخزانات المياه العامة في بعض المناطق.