جدّد مدير الدفاع المدني السوري “رائد الصالح” انتقاده للأمم المتحدة وتقصيرها في تلبية نداءات الاستجابة اﻹنسانية للكارثة، في شمال غربي البلاد، مطالباً الأمم المتحدة وأمينها العام “أنطونيو غوتيرش” بالاعتذار.
ونشر “الصالح” تغريدات على حسابه في موقع “تويتر” أمس السبت، علق من خلالها على تصريحات “غوتيريش”، الذي اعتبر أنه من غير العادل “إلقاء اللوم على الأمم المتحدة”، فيما جرى بسوريا، وذلك في معرض إجابته على سؤال من الصحفيين بشأن انتقادات الدفاع المدني السوري.
وقال مدير منظمة “الخوذ البيضاء”: “تحدث السيد الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريش عن عدم واقعية إلقاء اللوم على الأمم المتحدة في تأخرها عن الاستجابة لاستغاثات العالقين تحت الأنقاض، في تناقض واضح مع تصريحات نائبه للشؤون الإنسانية الذي أقرّ بالفشل وبخذلان المنكوبين في شمال غربي سوريا”.
ودعا اﻷمم المتحدة إلى “التعامل مع هذا اللوم بصدر رحب، لأنه صادر من عمال إنقاذ فقدوا أظافرهم أثناء محاولاتهم إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وعن ذوي ضحايا مفجوعين بأطفالهم وكانوا يأملون بيد تمتد وتساعدهم”.
وناشد الدفاع المدني اﻷمم المتحدة مراراً لإرسال دعم لوجستي في الساعات اﻷولى التي تلت الكارثة، لكن المنظمة اﻷممية لم ترسل سوى مساعدات إغاثية غذائية وطبية عقب الزلزال بأيام.
ومع بقاء عمال اﻹغاثة وحيدين أمام أكثر من 550 مبنى منهار بشكل كامل في شمال غربي سوريا، فضلاً عن 15,844 منزلٍ متصدع، تضاعفت أعداد الضحايا بشكل كبير.
ونوّه الصالح بأن “الكارثة في سوريا تحتم علينا كأطقم وعاملين بالشأن الإنساني، التصرف بمسؤولية أكبر”، مؤكداً على ضرورة “الاحتكام للوقائع وتقبل فكرة الاعتذار من الناجين وذوي الضحايا”.
ومضى بالقول: “يستحق الضحايا الذين خُذلوا الاعتذار، والعمل لإنقاذ المصابين بمتلازمة الهرس وتحقيق الاستدامة في الاستجابة للمجتمعات المتضررة”.
كما دعا “الصالح” اﻷمم المتحدة إلى أن “ترمّم جسور الثقة التي انهارت بينها وبين المجتمع السوري، وتلملم الجراح بدلاً من أنْ تنكأها من جديد، وأن تتّخذَ خطوات فعلية لمحاسبة المقصّرين”.
وكانت منظمة الدفاع المدني قد عقدت مؤتمراً صحفياً بعد توقف أعمال البحث عن ناجين تحت اﻷنقاض، وأعلنت خلاله أن الأمم المتحدة لم تقم بما يجب عليها، وطالبت بفتح تحقيق في أسباب خذلان العالقين تحت الأنقاض.