“هناك من يحاول سرقة البطولة في الأزمات من خلال التجرد من الإنسانية”.. هكذا وصف الأكاديمي والسياسي التركي “ياسين أقطاي” تصريحات ومحاولات المعارضة التركية للنيل من السوريين في بلاده، مؤكداً أنهم يتعرضون “لخطاب عنصري مثير للاشمئزاز في وقت يتحملون فيه وطأة الزلزال المدمر”.
“أقطاي” أوضح أن “معاناة السوريين لا تنتهي في تركيا فهم لا يأخذون حقهم في أن يكونوا ضحايا للزلازل”، مشيراً إلى “الخطابات العنصرية التي تصدر من أمثال رئيس حزب “النصر” المعارض أوميت أوزداغ”.
ومع قلة ذات اليد لمعظم السوريين في تركيا، كانت كارثة الزلزال مضاعفةً عليهم، لعدم وجود أية تعويضات أو معونات حاسمة من قبل الحكومة، كتلك التي خُصصت للمواطنين من أبناء البلد.
يقول “محمد .ح” في إفادته لحلب اليوم، إنه خرج عقب الزلزال من بيته في أنطاكيا سالماً مع أفراد أسرته، ليبدأ رحلةً من التشرد بحثاً عن مكان يؤيهم، حيث جال 5 ولايات قبل أن يستقر في “دينزلي” لعدم وجود بيوت متاحة.
ويمثل استئجار البيوت عقبة كبيرة أمام السوريين، بسبب غلاء بدل اﻹيجار ووضع شروط صعبة من المؤجر، واشتراط الحكومة ﻹجراءات معقدة؛ اﻷمر الذي تفاقم عقب الزلزال، مع حالة التشرد الكاملة.
يؤكد “حسن . م” أنه وبعد فراره بلباسه فقط من المنزل، لم يبقَ لديه ليرة واحدة، حيث ضاع كلّ ما لديه تحت الركام، ولولا مساعدة أحد اﻷصدقاء – يقول الشاب السوري – “الله وحده يعلم كيف كان سيكون حاله”.
ويشير بسخط إلى تحريض المعارضة وبعض اﻷطراف في تركيا، حيث بلغ كثير من السوريون بالمنطقة إلى أقصى درجة من البؤس والشقاء والمعاناة، مع كثرة العقبات؛ من النزوح إلى إيجارات المنازل إلى ضياع أعمالهم ومصادر دخلهم فضلاً عن مدخراتهم.
ويصرّ البعض على عدم تأجير السوريين، على اعتبار أن اﻷتراك هم أصحاب اﻷولوية، وخصوصاً في مدينة إسطنبول التي تشهد اكتظاظاً سكانياً، ويعيش فيها نحو 500 ألف سوري، قبل الزلزال.
ويُعتبر من تمكن من الوصول إلى إسطنبول أو ولايات أخرى ممن كان قاطناً في الجنوب الغربي المنكوب – يضيف حسن – محظوظاً جداً، ﻷن هناك الكثير ممن لا يجد من المال ما يغادر به إلى ولايات أفضل حالاً، هذا عدا عن أن يتمكن من استئجار منزل.
ومع توقف أغلب الأعمال في المناطق المنكوبة، اضطر كثير من السوريين للبقاء في ببيوتهم المستأجرة، حتى لو كانت آيلة للسقوط، مع تكرار الهزات الارتدادية.
وبالرغم من هذه الحال التي دفعت أكثر من 40 ألف سوري للعودة إلى بلادهم في الشمال الغربي، تدعي حسابات تابعة للمعارضة التركية أن حكومة حزب العدالة والتنمية أدخلت 600 ألف نازح جديد إلى “إسطنبول” وهو ما نفته إدارة الهجرة وبشدة.
ولم يتردّد تحالف المعارضة في ترويج شتى الاتهامات بحق اللاجئين، لاستخدامهم كورقة في الانتخابات المقبلة، وكوسيلة للضغط على الحزب الحاكم؛ الذي أحبط مؤخراً محاولةً في البرلمان لطرد السوريين.
ويبقى اللاجئ السوري عرضةً للضغوط واستمرار المشاكل ما لم يتم التوصل لحل سياسي حقيقي وشامل في البلاد، يتيح للسكان العودة إلى أراضيهم بطوعية وأمان.
