تتقاسم الميليشيات الإيرانية وقوات سلطة اﻷسد السيطرة على جمع الكمأة في منطقة البادية وسط سوريا، حيث تحقق عوائد ربحيةً كبيرة مع حلول موسمها في مثل هذا الوقت من كلّ عام.
وتسمح ميليشيات إيرانية ومجموعات “الدفاع الوطني” التابعة لسلطة اﻷسد والمدعومة من قبل الروس للعمال بالاستثمار في مجال جمع الكمأة بمحافظة “دير الزور” مقابل دفع إتاوات للضباط الروس والقيادات الإيرانية بنسبة 50 % من الأرباح، وفقاً لتقرير نشره موقع “فرات بوست” المحلي.
وأوضح المصدر أن مناطق النفوذ الروسي تمتد من بادية ريف “دير الزور” الغربية و”الشولا” و”هريبشة” حتى جبل “البشري”، فيما تمتد مناطق النفوذ الإيرانية على بادية تدمر و منطقة “السخنة” شرقي حمص.
وتُعتبر البادية السورية مصدراً غنياً للكمأة التي تمتاز بسعرها المرتفع، وهي مصدر دخل موسمي جيد للأهالي؛ إلا أنهم يتعرضون لمخاطر كبيرة.
وكان 55 شخصاً قد لقوا حتفهم منذ أيام، في هجوم شرقي محافظة حمص، على أطراف البادية وقع أثناء جمع المستهدفين للكمأة.
وأوضحت شبكة “الخابور” المحلية أن هجوماً مجهول المصدر استهدف عمالاً كانوا يجمعون الكمأة مؤدياً لمقتل العشرات بينهم مدنيون وعناصر من قوات اﻷسد في بادية السخنة شرقي حمص.
ويسيطر تنظيم “الدولة” على جيوب في البادية السورية، ويشن هجمات خاطفة وكمائن ضدّ قوات سلطة الأسد والميليشيات اﻹيرانية، وقوات “قسد”.
ومنذ نحو أسبوعين لقي عدد 75 من عمال جمع الكمأة حتفهم بعد اختطافهم من قبل خلايا تنظيم الدولة في البادية ما بين مدينتي تدمر والسخنة.
ولا تزال البادية السورية وسط البلاد مصدر قلق لعناصر قوات اﻷسد والفرقة الرابعة وفي مقدّمتهم الميليشيات التابعة لإيران، حيث يتعرضون لكمائن وهجمات شبه يومية تودي بعدد كبير منهم، فيما يضطرون لعبور المنطقة الواصلة بين شرق البلاد وغربها بشكل مستمر.
وأكد مراسل “حلب اليوم” في حمص أن مجموعة من عناصر ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغاني، داهمت عدداً من منازل الأهالي في قرية “خربة الموح” و”مشتل الواحة” بريف المحافظة الشرقي، صباح يوم السبت الماضي، عقب العثور على جثة أحد مقاتليها وقد فُصل رأسه عن جسده.
واضاف المراسل أن حملة المداهمة أسفرت عن اعتقال خمسة أشخاص من عائلة واحدة بعد اتهامهم بالتنسيق مع مقاتلي تنظيم “الدولة”، وتسهيل عملية نصب الكمائن ضدّ دوريات عناصرها الأمنية التي تجوب المنطقة بشكل دوري.
وتعتمد مجموعات مجهولة الهوية يُرجّح انتماؤها إلى تنظيم “الدولة” على الكمائن والهجمات الخاطفة، حيث توجد في جيوب منتشرة بعمق البادية.
ولم تفلح الحملات العسكرية المتتالية للميليشيات اﻹيرانية مدعومةً بأسراب الطيران الروسي في وضع حدّ لتلك الهجمات، التي باتت تؤرق الحلف الروسي – اﻹيراني مع نظام اﻷسد.
وذكر مصدر محلي من قرية “خربة الموح” جنوب شرق مدينة حمص، في إفادته لمراسلنا، أن العشرات من شبان القرية الذين يعمل معظمهم برعاية المواشي فروا إلى مناطق متفرقة خشيةً من عمليات الاعتقال العشوائي، حيث عثر أحد أبناء القرية بعد ظهر أمس الجمعة على جثة العنصر وعليها آثار تعذيب، قبل أن يقوم بإبلاغ أحد الحواجز التابعة للميليشيا، والتي نقلت الجثة إلى معسكر “التليلة” شرق مدينة تدمر، وانتقمت من أبناء المنطقة.
ويتخوف أهالي قرى ريف حمص الشرقي الخاضعة لسيطرة الميليشيات المدعومة من قبل إيران؛ من اتخاذ إجراءات تعسفية بحقهم، وسط غياب أي جهة من الممكن التوجه إليها لتقديم شكوى أو اعتراض على الممارسات الإيرانية.