لا تزال البادية السورية وسط البلاد مصدر قلق لعناصر قوات النظام والفرقة الرابعة وفي مقدّمتهم الميليشيات التابعة لإيران، حيث يتعرضون لكمائن وهجمات شبه يومية تودي بعدد كبير منهم، فيما يضطرون لعبور المنطقة الواصلة بين شرق البلاد وغربها بشكل مستمر.
وأكد مراسل “حلب اليوم” في حمص أن مجموعة من عناصر ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغاني، داهمت عدداً من منازل الأهالي في قرية “خربة الموح” و”مشتل الواحة” بريف المحافظة الشرقي، صباح اليوم السبت، عقب العثور على جثة أحد مقاتليها وقد فُصل رأسه عن جسده.
واضاف المراسل أن حملة المداهمة أسفرت عن اعتقال خمسة أشخاص من عائلة واحدة بعد اتهامهم بالتنسيق مع مقاتلي تنظيم “الدولة”، وتسهيل عملية نصب الكمائن ضدّ دوريات عناصرها الأمنية التي تجوب المنطقة بشكل دوري.
وتعتمد مجموعات مجهولة الهوية يُرجّح انتماؤها إلى تنظيم “الدولة” على الكمائن والهجمات الخاطفة، حيث توجد في جيوب منتشرة بعمق البادية.
ولم تفلح الحملات العسكرية المتتالية للميليشيات اﻹيرانية مدعومةً بأسراب الطيران الروسي في وضع حدّ لتلك الهجمات، التي باتت تؤرق الحلف الروسي – اﻹيراني مع نظام اﻷسد.
وذكر مصدر محلي من قرية “خربة الموح” جنوب شرق مدينة حمص، في إفادته لمراسلنا، أن العشرات من شبان القرية الذين يعمل معظمهم برعاية المواشي فروا إلى مناطق متفرقة خشيةً من عمليات الاعتقال العشوائي، حيث عثر أحد أبناء القرية بعد ظهر أمس الجمعة على جثة العنصر وعليها آثار تعذيب، قبل أن يقوم بإبلاغ أحد الحواجز التابعة للميليشيا، والتي نقلت الجثة إلى معسكر “التليلة” شرق مدينة تدمر، وانتقمت من أبناء المنطقة.
ويتخوف أهالي قرى ريف حمص الشرقي الخاضعة لسيطرة الميليشيات المدعومة من قبل إيران؛ من اتخاذ إجراءات تعسفية بحقهم، وسط غياب أي جهة من الممكن التوجه إليها لتقديم شكوى أو اعتراض على الممارسات الإيرانية.
ويعتبر الريف الشرقي لحمص بوابةً للبادية السورية التي يمر الطريق عبرها نحو مدينة دير الزور، ومنها إلى الحدود العراقية.
وتسببت الهجمات المستمرة بخسائر فادحة في صفوف الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد على حد سواء؛ بعدما عجزت جميع الأطراف عن إنهاء وجود مقاتلي التنظيم رغم حملات التمشيط المتتابعة.