أعلنت مراكز متابعة الهزات اﻷرضية في كل من سوريا وتركيا عن تسجيل عدد كبير من الهزات الارتدادية، عقب الزلزال الذي ضرب ولاية “هاتاي” مؤخراً، وهو ما اعتبره خبراء مؤشراً على اتجاه القشرة اﻷرضية إلى التوازن.
وقال “المركز الوطني للزلازل” التابع لنظام اﻷسد، اليوم السبت، إنه سجّل 61 هزة ضعيفة في محطاته، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية وذلك حتى الساعة الثامنة صباحاً.
واعتبر بيان المركز أن “الوضع الزلزالي بدأ يأخذ طابع الاستقرار المرحلي بالرغم من العدد الكبير للهزات”، حيث أن هناك “مرحلة انتقالية متوسطة إلى ضعيفة الزلزالية تشهدها منطقة لواء إسكندرون”.
وفي سياق متصل دعا خبراء إلى عدم الالتفات للشائعات غير المبنية على المعايير العلمية، وقال الخبير الدولي في الزلازل والكوارث الطبيعية وتغير المناخ، الدكتور “بدوي رهبان”: إنه “ليس هناك في العالم أي عالِم حقيقي في مجال الزلازل قادر على تحديد موعد حدوث الزلزال في أي منطقة في العالم”.
وعلى الرغم من أن علم الزلازل “شهد تقدماً كبيراً خلال الـ 140 عاما الماضية”، وفقاً لما أكده “رهبان” وهو المدير السابق للحد من الكوارث في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”؛ إلا أننا “لا نزال غير قادرين على التنبوء بحدوث زلزال بتاريخ وساعة معينة”.
كما دعا وسائل الإعلام إلى القيام “بدور توعوي هام بعدم نقل أي توقعات أو تقارير ليست مرتكزة على علم الزلزال”، والذي “يسمح للعلماء، استناداً على متابعات وبيانات ودراسات علمية، بالقول إنّ هناك احتمالاً بنسبة مئوية معينة أن يحصل زلزال خلال عقود مقبلة في منطقة ما بناءً على معطيات علمية مرتبطة بحركات الصفائح التكتونية والتي تشكل سطح الأرض”.
من جانبها أكدت البروفيسورة “كاثرين فورستر”، مديرة برنامج العلوم الجيولوجية في جامعة “جورج واشنطن” أن “ما نحتاج النظر إليه هو عدد التنبؤات التي قام بها هذا الشخص ولم تتحقق، وعدد الزلازل التي حدثت ولم يتنبأ بها أيضاً”، مؤكدةً أنه “يمكن لأي شخص أن يتنبأ بأي شيء يريده، وقد يصيب في إحدى توقعاته لمرة واحدة في نهاية المطاف، ولكن هذا لا يعني أن لديهم الإجابة السحرية”.
وكانت تغريدات ومنشورات لباحث هولندي مبنية على حركة الكواكب بالنسبة للأرض، قد أثارت جدلاً واسعاً، لكن “فورستر” أكدت أنه “لا يوجد أي دليل، يشير إلى وجود علاقة سببية بين حركة الكواكب والزلازل على الأرض”.
وارتفع عدد ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا إلى أكثر من 50 ألف قتيل، وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، أمس الجمعة، إن عدد القتلى بالهزات الأرضية في تركيا وصل إلى 44218 شخصاً، بينما أعلن الدفاع المدني السوري أن العدد في سوريا بلغ 5914 قتيلاً.
وكان زلزال بقوة 7.7 درجات، قد ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 من شباط الجاري، وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجات وآلاف الهزات الارتدادية والتي ما تزال مستمرة حتى اليوم.
