حذرت منظمة الصحة العالمية من وجود خطر على وضع السكان الصحي في منطقة شمال غرب سوريا وسط شح في تدفق المساعدات، منذ وقوع الزلزال، حيث يعاني عدد كبير من اﻷهالي المشردين بلا مأوى من غياب مقومات الحياة ووسائل الرعاية اﻷساسية.
وقال “مايك ريان” المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية في مؤتمر صحفي عقده أمس اﻷربعاء من “جنيف” إنه “من الواضح أن المنطقة التي تثير أعلى مستويات القلق حالياً هي شمال غرب سوريا، حيث تأثير الزلزال كبير على المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة النظام، لكن الخدمات موجودة ويمكن الوصول إلى هؤلاء الأشخاص المتضررين”.
وأضاف: “علينا أن نتذكر هنا أنه في سوريا، تدور حرب منذ عشر سنوات؛ النظام الصحي هش بصورة هائلة، والناس يعيشون جحيماً”، كما “تعرقل الحرب التي تقسم البلاد جهود توزيع المساعدات”.
من جانبه أشار “تيدروس أدهانوم جيبريسوس” المدير العام لمنظمة الصحة إلى أن مسؤولين بارزين في المنظمة طلبوا من “بشار الأسد”، خلال زيارة لدمشق في أعقاب زلزال يوم الإثنين الماضي، فتح المزيد من المعابر الحدودية مع تركيا لضمان توصيل المساعدات إلى المنطقة، وقد “سمح بفتح معبرين حدوديين إضافيين إلى شمال غرب سوريا”، في خطوة أثارت سخرية وسخط المعارضة والشارع السوري.
ووصف “ريان” فتح المعبرين بأنه مؤشر على أن “جميع الأطراف تتراجع وتركز على احتياجات الناس في الوقت الحالي”، مؤكداً أنه “من المستحيل في بعض الأحيان توفير رعاية صحية مناسبة في إطار صراع دائر”.
وأضاف: “لقد شهدنا حشداً كبيراً للمساعدات، لقد رأينا نشر فرق طبية للطوارئ، ورأينا كل الأمور التي نحتاج إلى رؤيتها في أي كارثة، لكن هذا لن يكون مستداماً ما لم يكن لدينا إطار سلمي بصورة أكبر يمكن أن يحدث فيه هذا بشكل أكثر فعالية”.
وسلطت وكالة “فرانس برس” الضوء في تقرير على معاناة المشردين عقب الزلزال، حيث لا يزال الكثير منهم في انتظار فرصة للاستحمام مع نقص المياه النظيفة الذي تقول الهيئات الصحية الدولية إنه يشكل تهديداً للصحة العامة في كل من تركيا وسوريا.
وأدى زلزالان بقوة 7,8 و7,6 درجة يوم الإثنين 6 فبراير/شباط لإلحاق أضرار بالكثير من البنية التحتية للصرف الصحي في المنطقة أو تعطيلها، فيما تواجه السلطات الصحية التركية مهمة شاقة تتمثل في محاولة إبعاد الأمراض عن الناجين، وكثيرون منهم بلا مأوى.
وقال الطبيب “أكين حاجي أوغلو” إن ما بين 15 و30 من المتخصصين في الإسعافات الطبية يديرون العيادة، وهي الوحيدة في المخيم الذي يخدم ما يصل إلى عشرة آلاف شخص خلال النهار، في “كهرمان مرعش” ويقدمون لقاحات الوقاية من التيتانوس (الكزاز) للسكان الذين يطلبونها، كما يوزعون مستلزمات النظافة الشخصية مع الشامبو ومزيل العرق والمناشف الصحية والمناديل المبللة.
لكن بعض المشردين قالوا إنه لا توجد رشاشات مياه للاستحمام في المخيم أو بالقرب منه، وهو الحال نفسه في مدينة أنطاكية جنوباً باتجاه الحدود السورية.
وقال “باتير بيرديكليشيف” ممثل منظمة الصحة العالمية في تركيا إن نقص المياه الجارية والنظيفة “يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض التي تعيش مسبباتها في المياه (الراكدة) وتفشي الأمراض المعدية”، حيث تعمل المنظمة مع السلطات المحلية لتكثيف أعمال الرصد تحسبا لظهور الأمراض المنقولة بالمياه والإنفلونزا الموسمية وكوفيد-19 بين النازحين.
ويعاني الشمال السوري واقعاً أكثر صعوبة مع شبه انعدام اﻹمكانات، وغياب المساعدات الدولية عن دعم السوريين.