سلط تقرير الضوء على إمكانية استخدام فئران مدربة بدلاً من الكلاب، في عمليات اﻹنقاذ بمكان وقوع الكارثة في جنوب تركيا وشمال سوريا، حيث خلص إلى عدم دقة تقارير متداولة حول إمكانية حدوث ذلك في الوقت الحالي.
وتلجأ فرق الإنقاذ عادة إلى الكلاب المدربة لاستخدامها في عمليات البحث، لكن مجال تحركها يبقى محدوداً بحُكم حجمها، ما دفع للتفكير بتدريب حيوانات أخرى أكثر نجاعة في حالات معينة، وفقاً لما نقله موقع “فاست كوباني”، عن المهندس “ساندر فيرديسن”.
ويعمل “فيرديسن” في منظمة Apopo البلجيكية المختصة في تدريب الفئران، حيث يوضح أنه ومع الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا تساءل البعض إن كان بالإمكان الاستعانة بهذه الحيوانات الصغيرة لإنقاذ أرواح عالقين تحت ركام الأبنية المنهارة.
وما تزال فرق الإنقاذ تتمسك بالأمل في العثور على المزيد من الناجين تحت الأنقاض، رغم مرور أكثر من أسبوع على الزلزال القاتل، وتواصل حصيلة القتلى في الارتفاع والتي تجاوزت 35 ألف شخص، وفي ظل الارتفاع المرعب لأعداد ضحايا هذه الكارثة الطبيعية تنجح الفرق في انتشال أفراد من تحت الخراب.
ودرجت فرق الإنقاذ على استخدام الكلاب المدربة في الزلازل، اعتمادا على حاسة الشم المرتفعة لديها، والتي تساعدها على الوصول إلى العالقين تحت البنايات المنهارة، وسهولة ترويضها، لكن هذه الحيوانات الأليفة لا يمكنها في الكثير من الحالات أن تقود رجال الإغاثة إلى الهدف في حال وجود أنقاض كبيرة، وفقاً لما ترجمه موقع “فرانس 24“.
ودفع هذا الأمر إلى التفكير في تطوير أدوات البحث عن الناجين، وآخر ما تم التفكير فيه هي الروبوتات، لكن المسالك بين الأنقاض سوف لن تسعفها في التسلل إلى نقاط بعيدة في أسفل البنايات المهدمة، ومن ثم، “بدأ التفكير في وسائل أخرى بينها استخدام الفئران بعد ترويضها”.
وذكر موقع “فاست كوباني”، نقلاً عن المهندس البلجيكي أن منظمة Apopo ربما تستخدم الفئران التي “يمكنها التوغل عميقاً تحت الأنقاض، واختراق الأماكن التي قد لا تتمكن الكلاب من الوصول إليها”، حيث تعمل مع تلك الحيوانات لأكثر من عقد من الزمن “للكشف عن الألغام الأرضية في أفريقيا، اعتماداً على حاسة الشم غير العادية للفئران”.
وقال الموظفف المكلف بالاتصال في المنظمة إنه لم يتم البدء بعد في البحث عن ناجين في الزلازل بالاعتماد على الفئران، مضيفاً: “ما زلنا في مرحلة التطوير وما زلنا ندرب ‘فئران الإنقاذ’ في تنزانيا، بالإضافة إلى ذلك، لا تزال حقيبة الظهر، التي تحملها هذه الفئران، قيد التصنيع، ونحن نعمل حالياً على نموذج أولي ثان؛ للأسف، تم مؤخراً مشاركة معلومات مضللة على نطاق واسع بأننا في تركيا ونساعد في عمليات الإنقاذ، هذا ببساطة غير صحيح”.
من جانبه أكد الباحث في الشأن التركي “مهند حافظ أوغلو” لـ”فرانس24″ أن أعمال الإغاثة تركز هذه الأيام “على استخدام الأجهزة الحديثة الحرارية بشكل أساسي أو سماع صوت من ينادي لا سيما في الليل”.
ويقوم مبدأ تحضير هذه الفئران لمساعدة رجال الإنقاذ في حال حدوث كوارث طبيعية على نقل صور من تحت ركام الأبنية المهدمة بواسطة كاميرا صغيرة محمولة بحقيبة على ظهرها، إضافة إلى ميكروفون يتيح للعالق، إن كان في حالة صحية تمكنه مناسبة الحديث إلى فرق الإغاثة.
واستناداً إلى “فاست كوباني”، تقضي هذه الفئران خلال التدريب “15 دقيقة كل يوم متحركة عبر موقع مصمم ليبدو وكأنه مبنى منهار، وقد تعلمت بنجاح العثور على “الضحايا”، وتشغيل مفتاح مشاركة موقع تواجدها مع فرق الإنقاذ”.